من هاري ماجواير إلى أونانا.. كيف الحال الآن وأنت أضحوكة مانشستر يونايتد؟!

الـ"Karma" تلعب دورها في مصير الحارس الكاميروني

21 سبتمبر 2023 

نص خبر – وكالات 

ضجة هائلة صاحبها انتقال أندري أونانا إلى مانشستر يونايتد هذا الصيف، وذلك بسبب السمعة التي صنعها الكاميروني مع إنتر، ولكن الأمر تحول إلى كابوس!

بعد معاناة جماهير مانشستر يونايتد لسنوات مع أخطاء دافيد دي خيا الكوميدية، ظن الشياطين الحمر أن المٌنقذ حضر لإنهاء هذه المهزلة وكتابة صفحة جديدة في تاريخ النادي مثل التي كتبها بيتر شمايكل أو إدوين فان دير سار.

ولكن لسوء الحظ يبدو أن أونانا الذي كلف النادي أكثر من 50 مليون يورو أقرب لدي خيا من الثنائي الدنماركي والهولندي، بل ربما يكون أسوأ بسبب البداية الكارثية له في مانشستر على الصعيد الأوروبي والمحلي.

صاحب الـ27 سنة اهتزت شباكه 10 مرات في خمس مباريات فقط بالدوري الإنجليزي، وتكرر الأمر 4 مرات في مباراة واحدة أمام بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا، والهدف الأول جاء من لقطة كارثية أصبحت عادة للنجم الكاميروني.

ولكن بالعودة إلى العنوان، ما علاقة هاري ماجواير بكل ما يحدث لأونانا؟

الضحية السهلة

كانت مجرد مباراة ودية في الفترة التحضيرية للموسم الجديد أمام بوروسيا دورتموند، ونجح الفريق الألماني في التسجيل من خطأ مشترك لخط دفاع الشياطين الحمر.

أونانا لم يتعامل مع الأمر بصورة طبيعية مثل أي هدف، بل استهدف “الضحية السهلة” أو “أضحوكة مانشستر يونايتد” هاري ماجواير للانفعال والصراخ في وجهه في محاولة لإثبات شيئًا ما لجماهير مانشستر وهي الجرينتا المزيفة التي ينتهجها البعض لإبهار الجميع.

لسوء حظ الكاميروني أن الناس لم تنبهر بهذه الحركة بل كانت هناك حالة هائلة من التعاطف تجاه ماجواير الذي عانى الكثير والكثير خلال فترته بمانشستر، ولم يكن بحاجة إلى التعامل معه بهذه الطريقة القاسية المبالغ فيها من أونانا.

السؤال هنا، هل كان يستطيع أونانا فعل نفس الأمر مع أي لاعب آخر مثل فاران أو برونو فيرنانديش أو كاسيميرو حتى لو تسببوا في أخطاء كارثية؟ الإجابة بكل تأكيد لا لأن جماهير مانشستر كانت أول من سيقف في وجهه ويهاجمه للدفاع عن أي منهم!

حارس إنتر السابق قبل إقدامه على هذه الحركة الغريبة كان يتوقع أنها ستكون مقبولة لأن ماجواير لا يتعاطف معه أحد من جماهير فريقه، بالإضافة لحقيقة أن المدافع الإنجليزي كان على وشك الرحيل إلى وست هام، ولكنه بقى لسبب ما لم يعلمه أحد!

كيف الحال الآن يا أونانا؟

الـ “Karma” هي مفهوم أخلاقي في بعض المعتقدات غير السماوية، يشير إلى مبدأ السببية بمعنى أن النوايا والأفعال الفردية تؤثر على مستقبل الفرد، العمل الجيد يسهم في إيجاد الكارما الجيدة والعكس صحيح، وهذا ما حدث بالضبط مع أونانا.

الحارس الكاميروني أراد استغلال أزمة زميله وانهياره لإبهار الجميع بشخصيته القيادية، ليتحول من أحد أفضل الحراس في العالم إلى واحد من أسوأهم على الإطلاق.

بيب جوارديولا كان من أبرز من لفتوا العالم بأكمله وربما إريك تين هاج نفسه نحو أونانا عندما أشاد به قبل نهائي دوري أبطال أوروبا، عندما سلط الضوء على دوره البارز في بناء الهجمات ومساعدة إنتر على الخروج بالكرة، بالإضافة لتألقه اللافت من ناحية التصديات في الدوري الإيطالي ومختلف المسابقات.

ولكن في مانشستر يونايتد نحن نشاهد نسخة مختلفة تمامًا، نسخة استقبلت 7 أهداف في وقت من الأوقات من 10 تسديدات على المرمى بنسبة تصدي تصل إلى 30% فقط، مما يعني أنك لو سددت أي شيء على أونانا سيدخل المرمى، حتى لو كان ماجواير نفسه!

ما يحدث لحارس الشياطين الحمر هو عبارة عن درس مزدوج للطرفين، الدرس الأول موجه إلى اللاعب نفسه بعدم استغلال أزمات زميله للإبهار واستعراض العضلات، والثاني لمانشستر بدراسة الصفقات التي يقوم بها قبل إنفاق المبالغ الطائلة.

أونانا حارس مبدع من ناحية بناء اللعب وهو ما يحتفظ به حاليًا رغم ضعف مستواه في التصديات، ولكن دعونا ننسى الكرة الحديثة قليلًا ونعود إلى الثوابت، الوظيفة الأساسية للحارس هي التصديات والتصديات فقط، أي شيء آخر فهو مجرد كماليات، تمامًا مثل المهاجم الذي يفعل كل شيء ويهدر مئات الفرص ومهاجم آخر مثل إرلينج هالاند قد يلمس الكرة 4 مرات فقط يسجل من خلالهم 4 أهداف!

لذلك أي محاولة للدفاع عن أونانا وتبرير ما يحدث بما يقوم به من تمريرات متقنة فهو مجرد عبث وتضليل، وتبرير لصفقة ربما لم يتم دراستها جيدًا قبل القيام بها.

وبعيدًا عن كل ذلك، من الرائع أن ماجواير لم يرحل إلى وست هام واستمر في مانشستر، حتى يذهب إلى أونانا في التدريبات بعد كارثة بايرن ميونخ الأخيرة وينظر له في عينيه جيدًا ويقول له “كيف هو الحال وأنت أضحوكة النادي الجديدة؟”!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.