شمبانزي في سن المراهقة (يمين الصورة) إلى جانب أخيه الأكبر في حديقة كيبالي الوطنية في أوغندا “آرون ساندل”
08 أبريل 2023
نُص خبر – نيو ساينتست
يُعتقد أن فترة النمو السريع في مرحلة المراهقة هي فترة فريدة بالنسبة للإنسان ، ولكن العلامات الموجودة في البول تشير إلى أن ذكر الشمبانزي في البرية قد يكون لديه أيضًا فترة نمو سريعة. وبحسب ماورد في “نيو ساينتست“ العالمية، فإن الأدلة الجديدة عن الشمبانزي تشير إلى أن طفرة نمو المراهقين ليست مقتصرة على جنس البشر فقط. وهذا خلافاً لما أعتُقد على نطاق واسع أن البشر هم المخلوقات الوحيدة التي شهدت طفرة في نمو المراهقين.
علينا حقًا توخي الحذر عند تقديم ادعاءات حول التفرد البشري بدون البيانات ذات الصلة
وعلى الرغم من تعريف بعض العلماء المراهقة على أنها خاصة بالبشر لأنها تنطوي على تغييرات اجتماعية وثقافية وتجارب بشرية مميزة. خاصةً وأن بعضالتغييرات الجسدية خلال فترة المراهقة، مثل طفرة النمو، لم تُلاحظ في الحيوانات. إلاّ أن البحث آرون ساندل من “جامعة تكساس” الأمريكية في أوستن، له رأي مخالف بحسب “نيو ساينتست“، وأورد ساندل: “ليس لدينا أدلة كافية لاستخلاص استنتاجات حول الحيوانات في البرية. لكن علينا حقًا توخي الحذرعند تقديم ادعاءات حول التفرد البشري بدون البيانات ذات الصلة“. وقد استخدم فريق آرون ساندل تقنية لاكتشاف نمو العظام يمكن الاعتماد عليها في البشر، ولكن لم يطبقها أحد على الرئيسيات الأخرى، والتي يمكن من خلالها قياس مستويات بروتينات الكولاجين والأوستوكالسين ، التي تنتشر في الجسم أثناء نمو العظام. وحيث أنه يتم الكشف عن هذه المؤشرات الحيوية في الدم والبول ، فمن الممكن إجراء الاختبار بدون تدخل جراحي.
ولجمع العينات ، توجه الباحثون من فريق آرون ساندل إلى حديقة كيبالي الوطنية في أوغندا ، حيث راقبوا تبول الشمبانزي، وكانوا يسحبون البول من الأرض أو يعلقونه في أكياس أثناء هطول الأمطار على الأشجار. وأشار ساندل أن فريق الباحثين درس تجمعات الشمبانزي في الحديقة لما يقرب من 30 عامًا ، وبالتالي فإن ساندل وفريقه يعرفون عمر كل فرد من الشمبانزي على حده.
وأضاف ساندل أنه بالعودة إلى المختبر وجد فريقه أن ذكور الشمبانزي أظهر ذروة في الكولاجين والأوستوكالسين حول سن البلوغ تشبه ما يحدث عند البشر. وقال ساندل: “هذا يظهر أنه في مكان ما من أجسادهم ، يبدو أن هيكلهم العظمي ينمو بسرعة كبيرة“. لافتاً الى أن أنثى الشمبانزي لم تظهر في التحليل نفسالذروة في إشارات النمو. ويسعى ساندل وفريقه لجمع المزيد من عينات البول من الإناث من مجموعة واسعة من الأعمار. مشيراً أنه من الممكن أن يكون لدىالإناث طفرة نمو مبكرة.
استنتاجات آرون ساندل فتحت جدلاً أمام بعض من الباحثين في المجال، حيث تساءل الباحث باري بوجين من “جامعة لوبورو” في المملكة المتحدة عن الكيفية التي فسّر بها فريق الدراسة نتائج البحث. ملفتاً من جانبه إلى أنه في سن البلوغ، يقوم ذكور الشمبانزي بتنمية أسنانهم والتي يستخدمونها لتهديد بعضهمالبعض في مسابقات التزاوج أو الهيمنة الاجتماعية. وقال بوجين: “إن أبسط تفسير هو أنهم يظهرون معدلًا متزايدًا لدوران العظام في ذكورالشمبانزي. واذا ما قارنا هذا مع كلاب في مرحلة اندلاع أسنان الكلاب الكبيرة والعظام الداعمة حول أسنان الكلاب“، فقد لا يكون نمو العظام فيالشمبانزي طفرة ولا يجب الأخذ به مقياساً للمقارنة بينه وبين الجنس البشري.
تحديد نهاية المراهقة البيولوجية وبداية مرحلة البلوغ البيولوجي
من جانبه أشار ساندل أنه من السابق لأوانه استبعاد طفرة نمو في الرئيسيات غير البشرية ، وأنه من الضروري تتبع التغيرات الجسدية، مثل توقف الهيكل العظمي عن النمو عند الحيوانات الأخرى. وقال آرون ساندل : “سيكون هذا مفتاحًا لتحديد نهاية المراهقة البيولوجية وبداية مرحلة البلوغ البيولوجي“.