صدور سيرة “الحرزني” الذاتية بعد رحيله

26 يناير 2024

نص خبر – وكالات

صدر كتاب سيرة ذاتية للسياسي المغربي والمسؤول الحقوقي والسفير المتجول الراحل أحمد حرزني، وذلك بعد رحيله للأسف، حيث خرجت إلى النوم بدعم من المجلس الوطني لحقوق الإنسان. باللغة الفرنسية، تحت عنوان “مذكرات سجن.. الماركسية، الأديان والحقائق المعاصرة”، بعدما كان عنوان ورقاتها المؤقت الذي خطه حرزني “سُبُلٌ من أجل البديل”.

وتضم هذه المذكرات آراء ودراسات وتفكرا كتبه أحمد حرزني خلف قضبان سجن دام 12 سنة، بعد اعتقاله بتهمة كونه من قادة منظمة “لنخدم الشعب” المعارضة الجذرية في زمن “سنوات الرصاص”؛ ليصير بعد ذلك من أعلام “الإنصاف والمصالحة” مطلع الألفية الثالثة، ويترأس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، ومسؤوليات علمية وحقوقية أخرى.

الفاعل اليساري، الذي ناقش أطروحة دكتوراهُ في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بجامعة كنتاكي بالولايات المتحدة الأمريكية وناقش دبلوم الدراسات المعمقة في علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في الرباط، قدّم في هذا العمل “المسلمات المعرفية” التي “طبعت نشاطه الحركي، وظهور (اليسار الجديد)” الذي ميز نفسه عن (اليسار الكلاسيكي).

وكتبت آمنة بوعياش، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في تصدير العمل الصادر بعد رحيل صاحبه في نونبر من سنة 2023، إنه “سيرة ثقافية، فعلية، للكاتب”.

وتابعت بوعياش حديثها عن “الشجاعة الفكرية والحس النقدي” اللذين يظهرهما الكاتب في هذه الأوراق حول “مفاهيم مفتاح”، شكلت فكره وقناعاته وحسه النضالي.

جمال بلخضر، رفيق الحقوقي الراحل في السجن المركزي بالقنيطرة، على خلفية الملف السياسي نفسه، كتب في تقديم “مذكرات سجن” حرزني: “سنوات الاعتقال كانت لمجموعتنا (…) مدرسة حقيقية للتكوين، حيث أبدلنا الوقت الضائع وقتا مكتسبا، بفضل تفاعلاتنا، وقراءاتنا، ومشاركتنا لتجاربنا ومختلف المواهب التي كانت لكل منا”. ودليل ذلك، وفقه، “المؤلفات الأدبية والفنية العديدة التي أنتجها رفاقنا بمناسبة التوقف الإجباري الذي كانه زمن السجن”.

أوضح رفيق الحقوقي الراحل في السجن المركزي بالقنيطرة أن ما يميز كتاب حرزني في سجنه هو أنه “لا يمثل صنف الكتابات النضالية التي يمكن موضعتها في الشهادات”؛ بل يهتم بـ”جوانب عقدية في الإيديولوجيات التي دعت لها الحركة الاحتجاجية ذات النزوع اليساري خلال سنوات صعبة كانتها سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين”، وهو بالتالي “مؤلف تفكير”، وهذا ما يمثل مشترك نصوصه التي قد تكون بعضها مستقلة عن الأخرى.

وعبر المقدم عن تفاجئه لما أظهره أحمد حرزني في هذا الكتاب “من إتقان مثالي للكلاسيكيات الماركسية (…) لأنه في سنوات السجن، الماركسية كفلسفة للفعل، بمفاهيمها النظرية، بمبادئها الكبرى ودقتها العقدية، لم تكن تظهر على جدول أعمال نقاشاتنا اليومي، التي كانت أولويتها وضع المغرب والراهن العالمي”.

كما سجل بلخضر أن مؤلف حرزني، الذي رأى النور بعد 36 سنة من وضعه في الرف قبل بدء المؤلف في رقمنته سنة 2020، من بين ما يقدمه “مادة كبيرة” للنقاشات الكبرى داخل “اليسار العربي”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.