“حجر السعادة”.. هل سيجده العراق؟

يقدم الروائي العراقي أزهر جرجيس حكاية خاصة جداً عن المجتمع العراقي الذي أخّرته الحروب عن اللحاق بركب العالم السعيد، ويحكي تأثير تلك الفواجع المتكررة على العراق والعراقيين الذين يعانون بشكل فاضح للنبذ والمعاملة غيرالعادلة أينما اتجهوا.

العراق المتخم بالثروات الباطنية والآثار والحضارات القديمة والثقافة الرفيعة،  أصبح فجأة خارج الزمان والمكان وأصبح “مكسر عصا” للقاصي والداني، “كمال توما” الطفل الموصلّي الصغير، يعاني من زوجة أبيه التي تطعم ابنها الزلابية ولا تطعمه، مما اضطره إلى  سرقة “الزلابية” ووضعها في جيبه والهروب بها إلى السطح، ليأكلها وقد أصابها ما أصابها من غبار ووسخ من جيب بنطاله. الأمر الذي جعل الأم تشي به لأبيه ليضربه بلا رحمة، وهو ما جعله يتلعثم ويتأتئ ويضطرب، وبالتالي أصبح عرضةَ لتنمر جديد من أصدقائه في المدرسة.

هل كمال هو العراق؟ الصبي العاطفي الذي يحب أخيه من أبيه أكثر من نفسه، والذي يفقده بعدما مات غرقاً في النهر ويهرب إلى بغداد بعدما اتهمته زوجة أبيه بقتل ابنها؟

هل هو العراق الذي كلما تحرّك اتهم وأدين؟ هل حجر السعادة هي عشبة جلجامش القديمة للوصول إلى الخلود وهل قدر البلاد أن تظل تلهث وراء ما ينقذها؟

الرواية مدهشة ومغرقة في رمزيتها وإسقاطاتها وهي اليوم على القائمة القصيرة لبوكر هذا العام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.