المستشفيات الضحية الأولى للتغير المناخي

9 ديسمبر 2023

صحافة العالم – العرب

كتبت صحيفة العالم تقريراً موسعاً حول ارتباط التغير المناخي بسلامة المستشفيات في العالم، أكدت فيه أن الآلاف من المستشفيات حول العالم ستواجه خطر الإغلاق الكلي أو الجزئي بسبب الأحداث المناخية القاسية إذا لم يتم التخلص من الوقود الأحفوري تدريجياً بحلول نهاية القرن.

وقامت مؤسسة “إكس دي آي” التحليلية المتخصصة في بيانات المخاطر المناخية بتحليل بيانات 200 ألف مستشفى حول العالم لتحديد أضرار مخاطر تغير المناخ. وترى أن واحدا من كل 12 منها (أي 16 ألفا) سيكون معرضا لخطر الإغلاق الكلي أو الجزئي بسبب حدّة المناخ إنْ لم يتم تخفيفها.

وقال التقرير إن خطر الأضرار التي ستمسّ المستشفيات بسبب الظواهر المناخية القاسية ارتفع بنسبة 41 في المئة منذ سنة 1990 بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة. وأكّد أن “الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.8 درجة مئوية مع التخلص التدريجي السريع من الوقود الأحفوري سيقللان خطر الأضرار التي ستقوّض بنية المستشفيات التحتية إلى النصف مقارنة بسيناريو الانبعاثات العالية”. ونُشر تقرير المؤسسة بالتزامن مع فعاليات مؤتمر المناخ (كوب 28) المنعقد حاليا بالإمارات.

وقال التقرير إن المستشفيات القريبة من السواحل أو الأنهار تبقى الأكثر عرضة للخطر، وحدّد أن البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل تضمّ 71 في المئة من 16 ألف مستشفى اعتُبر معرضا لخطر كبير. وتُسجّل منطقة جنوب شرق آسيا أعلى نسبة من المستشفيات المعرضة للخطر (18 في المئة).

وتشمل هذه المستشفيات مركز توندو الطبي في مانيلا، وهو مستشفى حكومي موجود في أكبر الأحياء الفقيرة بالعاصمة. ويعتبر من بين 300 مستشفى فلبيني معرض لخطر كبير. وقالت مديرة المستشفى ماريا إيزابيليتا إستريلا لمؤسسة تومسون رويترز “نحن في خطر كبير لأننا قريبون جدا من المسطحات المائية ولأن المبنى موجود على مساحة مستصلحة”.

وأكّدت أن المستشفى شهد فيضانات شديدة أكثر من مرة، ويضطر المرضى والموظفون في بعض الأحيان إلى امتطاء الشاحنات العالية للوصول إليه. ويشدد الخبراء على حاجة المستشفيات إلى بيانات تساعدها على تكييف خدماتها الصحية لمنع الاضطرابات التي يسببها تغير المناخ.

وقال كارل مالون، وهو مدير العلوم والتكنولوجيا في “إكس دي آي”، إن تقييم المخاطر التي تهدد أكثر من 200 ألف مستشفى على مستوى العالم يمكّن مدراءها والحكومات من الوصول إلى البيانات المناخية التي يحتاجونها للتكيف مع التغييرات وإعداد المرافق الصحية للأحداث المناخية القاسية.

وقال رينزو جينتو، وهو طبيب وخبير في الصحة العالمية في جنوب شرق آسيا، إن التقرير “يثير قلق قطاع الصحة”. وأضاف “لا يمكننا تجاهل تغير المناخ بعد الآن، حيث يخلق تهديدا لتوفير الرعاية الصحية وعمليات النظم الصحية. نحتاج إلى تخطيط أفضل لمكان بناء مستشفياتنا المستقبلية والوجهة التي سننقل إليها المستشفيات الحالية”.

وقال مالون إن رفع أرضيات المستشفيات وتعزيز الأسطح يمكن أن يساهما في مكافحة الفيضانات والرياح الشديدة، لكن الانتقال بعيدا عن الأنهار والسواحل إلى أراضٍ مرتفعة يبقى الخيار الأكثر كلفة. وأكّد أن من واجب الحكومات ضمان استمرار تقديم الخدمات الحيوية، ويرى في عدم اتخاذها إجراءات مبنية على هذه المعلومات، أو عدم دعم المجتمع الدولي للحكومات المحتاجة إلى العون، “تجاهلا صارخا لرفاهية المواطنين”.

ومن شأن هذا الوضع أن يزيد من معاناة الدول الفقيرة التي تكافح لتأمين خدمات صحية بالحد الأدنى في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة، ومن الصعب عليها وضع خطط خاصة بمسألة الانبعاثات. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ التعرّض للتلوّث لفترات طويلة قد يؤدي إلى سكتات دماغية والإصابة بأمراض القلب وسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي. ويقلل التلوث من متوسط العمر المتوقع للمقيم في نيودلهي بـ11.9 سنة، حسب ما بيّنه تقرير صدر في أغسطس الماضي عن معهد “إنرجي بوليسي” التابع لجامعة شيكاغو.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.