الليث حجو بين شخصياته والواقع السوري.. فوتومونتاج مؤثر!

وسام كنعان- مكتب دمشق

7 سبتمبر 2023

على مهل وبمزاج عال، صنع الليث حجو مكانته، وعرف كل من راقب شغله أن نجل الراحل عمر حجو فهم واقع الوجع الذي يسيّج الشام بشكل عميق ، واستطاع أن يصوغه بأعمال حفرت بذهن المشاهد السوري ، ليستطيع المقاربة وهو يشاهد كل هذه الأعمال مع واقعه .كما تشارك  مع الكاتب السوري ممدوح حمادة الليث في الكثير من الأعمال ليصبحا بمثابة ثنائي مكرّس !

كما سطع اسم ممدوح في الدراما الكوميدية إذ عرف الرجل كيف يستفيد من أسلوب كبار الكتّاب الروس البارعين في الكوميديا، وراح يكتب بطريقته المحلية مع تأثره البالغ بهؤلاء، فقوبل باستحسان جماهيري ونقدي بدءاً من عشرات اللوحات التي كتبها لمسلسل «بقعة ضوء»، وصولاً إلى الكراكتيرات التي طعّم بها مسلسله «الواق واق» . وقبلها النجاح المدوي في «ضيعة ضايعة 1/2» ، ليتكرر النجاح مع «الخربة»، قبل أن تعاد الكرّة في «ضبّوا الشناتي» .

يستعيد  حجو بشيء من الحنين مقتطفات من أعماله بصيغة فوتومونتاج

هكذاأ غالباً ماكانت أعمال الليث حجو تشتبك مع الواقع بطريقة ذكية ، وبأسلوب إسقاطي، بذريعة العين الإخراجية الملفتة والمقومات الإنتاجية اللازمة وبالدرجة الأولى النص المكتوب، إلى جانب حضور مجموعة من النجوم المستعدين دوماً لتجسيد أدوار بطريقة مهمة ، خلال سلسلة أعماله ، أنطلاقاً من بقعة ضوء وصولاً لغالبية المسلسلات الكوميدية منها كان يسلط الضوء على مشاكل مجتمعية وتفاصيل تعني المواطن و قضاياه بطريقة إسقاطية ، ربما ارتفع السقف فيها ببعض الأماكن أو انخفض ، لكنها وصلت إلى مطارح ملفتة خاصة في “ضيعة ضايعة ج2”.
اليوم يستذكر المخرج السوري هذه المسلسلات والنَفس الذي قدمها فيه، ويستعيد بشيء من الحنين مقتطفات من أعماله بصيغة فوتومونتاج، القصد منه تسليط الضوء على الواقع الخدمي السوري ، والحالة التي وصلت إليها البلاد ، والواقع الذي يعيشه الشعب السوري ، من خلال الربط بين بعض مشاهد مسلسلاته بين (ضيعة ضايعة ،ضبّوا الشناتي ، الواق واق ) حَاكى شخصيات تلك المسلسلات بواقع جزء من الشعب السوري سواء من اعتصم في بلاده وقرر البقاء في الداخل ،أو من غادر  في هجرة نهائية و ينهما القرارات الحكومية وسعر صرف الليرة وغلاء أسعار المواد التموينية وغيرها .
فكان لفوتومونتاج مؤثر ومعبر ويحكي بطريقة بصرية ولغة سلسلة عن حال المواطن ،ويربط بين الشخصيات الدرامية التي شاهدها وأحبها والتي تحكي حاله وتعبر عن واقعه!

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.