أوتاني والتبرع بالقفازات ذات الإصدار خاص
أعلن أوتاني شوهي مؤخرًا أنه سيتبرع بقفازات شبابية لكل مدرسة ابتدائية في اليابان. وسيستفيد من هذا العمل الخيري، الذي يبلغ في مجموعه حوالي 60 ألف قفاز، الطلاب في حوالي 20 ألف مدرسة. وقد قال أوتاني في منشوره: ”آمل أن يتمكن الأطفال من الاستمتاع بوقتهم المفعم بالطاقة مع لعبة البيسبول. وسأتطلع يومًا ما إلى مشاركة الميدان مع شخص نشأ وترعرع وهو يستخدم هذا القفاز!“
وكان المنشور مصحوبًا بصورة قفاز وعبارة ”هيا نلعب البيسبول!“ مكتوبة باللغة اليابانية بخط يد أوتاني.
والقفازات الشبابية التي يتبرع بها أوتاني أصغر من قفازات البيسبول التقليدية. وقد تم تصنيعها من قبل شركة المنتجات الرياضية ”نيو بالانس“ وهي مصممة خصيصًا لتناسب أيدي الأولاد الصغار. وستحصل كل مدرسة على إجمالي 3 قفازات – اثنين للأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى وواحد للأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى – والتي سيتم تسليمها في الفترة ما بين ديسمبر/ كانون الأول 2023 ومارس/ آذار 2024.
ولن تجعل شركة ”نيو بالانس“ خط إنتاج القفازات متاحًا للعامة، وهو قرار يهدف إلى منع وضع المدارس في موقف محرج لاستخدامها في أي خطط إعلانية. وفي الوقت نفسه، يقوم أوتاني من خلال مساهمته الخيرية بتوصيل رسالته المتمثلة في رغبته في أن يستمتع المزيد من الأطفال بلعب البيسبول. وهي استراتيجية تسويقية مدروسة بعناية.
”نيو بالانس“ تتطلع إلى السوق اليابانية
تأسست شركة ”نيو بالانس“ في بوسطن، ماساتشوستس، في عام 1906. وبدأت كشركة مصنعة للأحذية التصحيحية، ولكنها أصبحت فيما بعد تعرف باسم صانعة أحذية الركض. واليوم، خطوطها الإنتاجية من أحذية الاستخدام اليومي (الكاجوال) تلقى قبولًا كبيرًا.
ومنذ عام 2010، قامت شركة ”نيو بالانس“ بتعزيز وجودها في لعبة البيسبول الاحترافية مع المزيد والمزيد من لاعبي دوري البيسبول الرئيسي الذين يقومون باستخدام أحذية الشركة المصنعة، مما يسمح للشركة بالمطالبة بجزء أكبر من حصة السوق. وأتاني، الذي كان حتى العام الماضي متعاقدًا مع شركة ”اسيكس“ ومقرها كوبى، هو من بين لاعبي الدوري الأمريكي الذين وقعوا عقودًا مع ”نيو بالانس“. وخلال بطولة العالم للبيسبول، كان يرتدي عددًا كبيرًا من معدات ”نيو بالانس“، بما في ذلك قفاز البيسبول، والحذاء الرياضي، وقفاز ضرب الكرة، وواقي الكوع.
ترعى شركة ”نيو بالانس“أيضًا موراكامي مونيتاكا لاعب فريق ”ياكولت سوالوز“ في دوري البيسبول الياباني للمحترفين. وقد طرحت شركة ”نيو بالانس“ خطها إنتاجها من الأحذية الرياضية المصممة خصيصًا للاعبي البيسبول في السوق في عام 2023، مستهدفة لاعبي المدارس الثانوية. وعلى الرغم من أن اتحاد البيسبول في المدارس الثانوية اليابانية حظر في نهاية المطاف على اللاعبين ارتداء الأحذية في مباريات الموسم العادي بسبب حجم الشعار، إلا أنه مما لا شك فيه أن اليابان تمثل سوقًا هائلاً لمعدات البيسبول الخاصة بالعلامة التجارية.
الاحتكاك بالآخر
تعد الإستراتيجية التي تستخدمها شركة ”نايكي“ الأمريكية لصناعة المنتجات الرياضية واحدة من أشهر الاستراتيجيات في هذه الصناعة. فقد حظي أحد الإعلانات الذي يظهر فيه اللاعب السابق في الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية، كولن كوبرنيك، الذي تم استبعاده من الدوري بسبب تظاهره في الملعب ضد العنصرية، باهتمام هائل. وبعد أن وقعت نجمة التنس أوساكا ناؤمي عقدًا مع شركة ”نايكي“، أوضحت أنها هي الأخرى قد اتخذت موقفًا ضد العنصرية. وفي الوقت الذي تمثل فيه العنصرية قضية مثيرة للخلاف في المجتمع الأمريكي، فقد سعت شركة نايكي إلى تحسين صورتها من خلال مواجهة هذه القضية بفاعلية، حيث تولي الشركة أهمية كبيرة للرسائل الاجتماعية كما تفعل مع مساعيها لتحقيق الأرباح من مبيعاتها.
وقد تبنت شركة ”نيو بالانس“ هي الأخرى نهجًا مماثلاً فيما يتعلق بالرسائل الأوسع نطاقًا. حيث حددت الشركة المشكلة المتمثلة في أن عددًا أقل من الأشخاص يمارسون البيسبول في اليابان وتحركت لتعزيز الاهتمام بهذه الرياضة من خلال التعاون مع نجم دوري البيسبول الأمريكي أوتاني شوهي والتبرع بقفازات البيسبول للشباب الصغار.
ويقول كوبوتا شينيتشي، رئيس شركة ”نيو بالانس جابان“: ”يعد برنامج التبرع بالقفازات جزءًا من جهودنا لمساعدة لاعبي البيسبول المستقبليين على تحقيق أحلامهم وتحقيق التقدم في مسيرتهم. ونحن فخورون بتقديم دعمنا الكامل خلف أوتاني شوهي، اللاعب الذي يقود مستقبلًا جديدًا للبيسبول الياباني، وأن نقوم بدورنا لمساعدة لعبة البيسبول في ملء الأطفال بالآمال والأحلام“
وخلال ظهوره في أحد البرامج التلفزيونية اليابانية تحدث كوبوتا عن شعاره: ”الاحتكاك بالآخر“.
وقال إنه يشير إلى الحاجة في بعض الأحيان إلى الخروج من ”منطقة الأمان“ الخاصة بك والتطفل على مساحة شخص آخر. وأوضح أنه من خلال ”الاحتكاك بالآخرين“، قد تنشأ أشكال جديدة من التواصل والمنافسة، والتي بدورها تؤدي إلى ظهور أفكار مميزة لم يكن من الممكن أن تتطور لولا ذلك.
إحياء الشغف بالبيسبول
يرى مصنعو الملابس الرياضية اليابانية أن انخفاض عدد الشباب الذين يلعبون لعبة البيسبول يمثل أزمة كبيرة. ففي يناير/ كانون الثاني 2017، اجتمعت العديد من الشركات معًا وأطلقت لجنة تنشيط البيسبول والسوفتبول ”كيوكاتسو إإنكاي“، والتي ضمت 18 شركة كأعضاء، بما في ذلك ميزوهو، اسيكس، إس إس كيه، وزيتّ.
ويتم عرض شعار المجموعة ”العب الكرة، العب الحياة“ بفخر على لافتة موقعها الرسمي على الإنترنت، والذي يعرض أيضًا وصفًا للمبادرات المختلفة التي طورتها لنشر اللعبة ودعمها.
وتشمل هذه المبادرات ”كيدز بولبارك“ وهي ندوة للأطفال في سن ما قبل المدرسة وأولياء أمورهم أو الأوصياء عليهم. وقد أقيمت الفعاليات 23 مرة في عام 2022 في مواقع في جميع أنحاء اليابان. وتعمل المجموعة على رفع مستوى الوعي بأنشطتها بين الجمهور، بما في ذلك مشاركة المزيد من لاعبي البيسبول المحترفين، وهو الأمر الذي كافحت من أجله دائمًا لتحقيقه. ولإيصال رسالتها، تحتاج المجموعة إلى اتباع خطى الشركات الأمريكية واستكشاف طرق جديدة وأكثر فعالية لجذب الجمهور. ولطالما كنت آمل أن يتم بذل المزيد من الجهود لجذب الشباب للعودة إلى لعبة البيسبول. وتأمل شركة نيو بالانس، في سعيها إلى ”الاحتكاك بالآخر“ إلى تحقيق هذا الهدف.
وقد شارك نجم فريق يوميؤري جاينتس السابق ونجم فريق نيويورك يانكيز ماتسوي هيديكي مؤخرًا وجهات نظره حول الاختلافات بين لعبة البيسبول اليابانية والأمريكية على صفحة الويب الخاصة بـ ”كيوكاتسو إإنكاي“ وأوضح قائلاً: ”إن البنية التحتية للبيسبول في اليابان والولايات المتحدة مختلفة. فهم يلعبون مباريات البيسبول في العديد من الأماكن العامة، وتلعب فرق الدوري الصغيرة في ملاعب جيدة الصيانة. وحتى في المدن الكبرى مثل نيويورك، يوجد العديد من ملاعب البيسبول المماثلة على بعد مسافة قصيرة من الضواحي. فالأمريكيون محظوظون من هذه الناحية. ولكن في اليابان، لا يوجد بشكل عام العديد من الأماكن العامة كالمتنزهات التي تستوعب كم الأشخاص الذين يرغبون في ممارسة البيسبول“.
جائزة روبرتو كليمنتي
في عام 2015، أسس ماتسوي مؤسسة ”ماتسوي 55 للبيسبول“، وهي منظمة خيرية مقرها الولايات المتحدة تعقد فعاليات مختلفة حول البيسبول في كل من اليابان والولايات المتحدة، بهدف تعزيز شعبية هذه الرياضة. ويشارك ماتسوي مع أوتاني والعديد من لاعبي دوري البيسبول الأمريكي الآخرين الرغبة في رد الجميل للمجتمع.
ماتسوي هيديكي في أحد فعاليات البيسبول التي أقيمت في ولاية نيويورك في أكتوبر
وأحد المساعي التي تعبر عن هذه الرغبة في دوري البيسبول الأمريكي للمحترفين هي جائزة روبرتو كليمنتي. وهذه الجائزة التي كانت تسمى ”جائزة المفوض“ سابقًا، تُمنح للاعبين الذين يشاركون في أعمال خيرية متميزة ويظهرون شخصية أخلاقية عالية داخل وخارج الملعب. وقد تمت إعادة تسميتها تكريماً لكليمنتي، نجم فريق بيتسبرغ بايرتس وعضو النادي الذي يضم 3,000 لاعب والذي توفي في حادث تحطم طائرة عام 1972 أثناء توصيل إمدادات الإغاثة لضحايا الزلزال في نيكاراغوا. وتعتبر الجائزة عمومًا أكثر شهرة من جائزة أفضل لاعب في الموسم.
وهذا العام، فاز لاعب فريق يانكيز آرون جادج بجائزة روبرتو كليمنتي. ففي عام 2018، أسس جادج مؤسسة ”آل رايز“، التي تقدم الدعم للأطفال المحتاجين في نيويورك، موطن فريق الـ يانكيز، وكاليفورنيا، موطن جادج. وعند الفوز بالجائزة، قال جادج: ”هذه مجرد خطوة أولى. وإنني أتطلع إلى دعم المزيد من الأطفال.“ ونظرًا لعدم رضاهما بمجرد التنافس على لقب ملك الـ ”هوم ران“، يسعى جادج وأوتاني جاهدين لإحداث مزيدًا من التأثير خارج الملعب.
آرون جادج لاعب فريق الـ يانكيز (على اليمين) في المؤتمر الصحفي الذي عقد في الثلاثين من أكتوبر، في فينيكس بأريزونا، بعد فوزه بجائزة روبرتو كليمنتي.
ولا تكمن قيمة الرياضات الاحترافية في مدى الترفيه الذي تقدمه والإيرادات الهائلة التي تدرها فحسب. بل يعد اللاعبون والفرق والشركات الراعية جزءًا من المجتمعات المحلية ويردون الجميل من خلال توفير سبل السعادة للجماهير والمساهمة في الاقتصاد المحلي. وهذه هي ”دورة“ الثقافة الرياضية، وهي المشاعر التي ألهمت تبرع أوتاني بقفازات البيسبول للمدارس الابتدائية في اليابان.
(النص الأصلي نُشر باللغة اليابانية، والترجمة من اللغة الإنكليزية. صورة الموضوع: المنشور الذي تم نشره على الموقع الإلكتروني لشركة نيو بالانس وحسابها الرسمي على إنستغرام بتاريخ 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، للإعلان عن تبرع أوتاني شوهي بـ 60 ألف قفاز بيسبول للمدارس الابتدائية اليابانية. الصورة مقدمة من نيو بالانس اليابان)