ستخرج أمريكا من العراق.. ماذا بشأن سوريا؟

1 فبراير 2024

صحافة العالم – إزفستيا

أعنلت الولايات أنها ستسحب آخر قواتها في العراق، ولكن لماذا لا تسحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا؟ حول ذلك كتب الباحث في مركز الدراسات العربية بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، دميتري بلياكوف:

في نهاية شهر يناير، بدأ من جديد الحديث عن الانسحاب المحتمل للقوات الأميركية من سوريا. وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها واشنطن سحب قواتها من سوريا. لكن المرة الوحيدة التي انتقل فيها الأمريكيون من الأقوال إلى الأفعال كانت في أكتوبر 2019. عندها، بدأ دونالد ترامب عملية الانسحاب، لكنه لم يكملها.

تتلخص السياسة الأميركية بأكملها، في سوريا، في صيغة واحدة: خنق الاقتصاد السوري وزيادة التكاليف التي تتحملها روسيا وإيران في دعم الحكومة الرسمية.

والهدف الرئيس الآخر هو ردع إيران. وهذا يزيد من صعوبة استخدام الجمهورية الإسلامية رأس الجسر السوري لبسط نفوذها في المنطقة. ولذلك، فإن إحدى المهام الأساسية للولايات المتحدة “على الأرض” هي ​​تقليل فاعلية الممر البري بين طهران وبيروت، الذي يمر عبر أراضي العراق وسوريا ويضم اللاعبين الأساسيين في إطار  مشروع محور المقاومة “الإيراني”.

وهكذا فإن واشنطن، بقوة محدودة، تحل عدة مشاكل في وقت واحد. والتخلي عن وجودها سيكون خطوة سيئة. زد على ذلك، فإن الوضع على الأرض يختلف عما تقوله عناوين الصحف الأمريكية الرئيسية. فمنذ نهاية العام 2023، بدأت الولايات المتحدة في تعزيز قوتها العسكرية. وفي الوضع الحالي، فإن مغادرة سوريا على خلفية الهجمات المتزايدة من وكلاء إيران سيكون بمثابة ضربة كبيرة لسمعتها. لا تزال الولايات المتحدة أكبر مزود للخدمات الأمنية في الشرق الأوسط. وقد أدى الانسحاب السريع للقوات من أفغانستان في العام 2021 إلى تقويض المواقف الأمريكية في المنطقة. ولذلك، فإن التصعيد الحالي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يشكل تحديًا آخر لنفوذ الولايات المتحدة. ويراقب جميع الحلفاء في الشرق الأوسط كيف سيتصرف الضامن الأمني الأميركي ​​في الخارج. فإذا تخلت واشنطن عن التزاماتها ومنحت إيران المزيد من الفرص لمهاجمة إسرائيل من سوريا، فسيكون ذلك بمثابة إشارة أخرى لدول المنطقة بأنها يجب أن تنوع علاقاتها في سياساتها الدفاعية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.