خالد سالم يثري المكتبة العربية بترجمة جديدة عن مدريد الإسلامية

9 سبتمبر 2023
نص خبر – مكتب القاهرة

أضاف الدكتور خالد سالم عنوانًا جديدًا لسلسلة الكتب التي ترجمها عن الإسبانية طوال مسيرته الأكاديمية والترجمية. وقد صدر مؤخرًا عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة
تحت عنوان “مدريد الإسلامية”، وضمّنه مقدمة فيها علامات استفهام كاشفة ومحاولات لفك شفرات الأندلس، الزمردة االعربية في تاج الحضارة البشرية .

Khaled Salem

يبحث الكتاب فى الأصول العربية لمدينة مدريد، العاصمة العربية الوحيدة التي أسسها عرب الأندلس، وكان هذا في القرن التاسع على يد الأمير محمد الأول. والبداية كانت عبارة عن قلعة عسكرية تربط بين شمالي الأندلس وجنوبها. ومن هنا أُطلق عليها الثغر الأوسط.
​الأصل الإسباني جاء بعنوان Madrid Islamico، وكان الساري حتى مطلع القرن الحادي والعشرين مسماها التقليدي، أي مدريد العربية، لكن ظروفًا وعوامل فاعلة أخذت تزيح الصفة العربية لتحل محلها الإسلامية. وقد تطرق المترجم لهذه المسألة ليستدل على سبب هذا التغيير.

​الكتاب يقلّب في الوثائق والآثار التي تدور حول تطور مدريد العربية وطرق العيش فيها طوال فترة الحكم العربي وفى الحقبة الموريسكية، أي بعد خروج العرب منها.
​واسم المدينة يتألف من لفظ عربي خالص “مجرى” أضيف إليه مقطع نهائي من اللاتينية الدارجة (-يط)، الذي يدل على التكثير. أي أن اسم الثغر يعني المكان الذي تكثر فيه المجاري المائية، وبالفعل فإن باطن مدريد عبارة عن مجارٍ وقنوات جوفية كانت تحمل الماء إلى بيوت المدينة وحدائقها ومزارعها وحماماتها.
وهناك يقين بين سكان مدريد بأن مدينتهم أنشئت على بحر من الماء وهو ما حمل بعض الكتاب على الإشارة فى أعمالهم لهذه المقولة المنتشرة، ومن بينهم المؤلف المسرحي “خوان رويث دي ألاركون ” الذي يقول في إحدى مسرحياته ¨إن مدريد تفضل البندقية في كثرة مياهها”. وكان عرب الأندلس يستخدمون في كلامهم عناصر مستعارة من اللغة الرومانثية، اللاتينية الدارجة، ما يمثل صورة صادقة لذلك المجتمع المُوَلَّد. ولهذا فإن النصوص الأندلسية تتضمن كلمات من تلك الرومانثية، وكان المؤلفون العرب يدعونها “لطينية الأندلس”، أو كلمات عربية أدخلت عليها نهايات إسبانية، وهو ما سجلته الموشحات والأزجال الأندلسية، ومن بين تلك الألفاظ كلمة “سمراء” العربية التي كانوا يلحقون بها النهاية الدالة على التصغير”ella” فتصبح الكلمة samaraella أي “سميراء”.

إننا أمام كتاب يمثل قيمة مضافة جديدة لما نُشر عن الأندلس وعن مدريد، العاصمة الأوروبية الوحيدة التي أسسها العرب في القرن التاسع الميلادي، لتضاف إلى ما أثرينا به الحضارة الإنسانية قرونًا.

و خالد سالم أكاديمي ومترجم مصري تخرج فى جامعتي عين شمس و جامعة اوتونوما بمدريد. حصل على دكتوراه في الأدب المقارن من UAM بإسبانيا.
عمل أستاذًا في عدة مراكز وجامعات: المعهد المصري بمدريد ، المدرسة الرسمية للغات ، مدريد ، جامعة كومبلوتنسي بمدريد ، لا أونيد بورغوس ، جامعة القاهرة ، أكاديمية الفنون بالقاهرة. وهو مترجم رائد في المسرح باللغة الإسبانية. ترجماته معروفة وقد تم إعاده نشرها في مصر ومعظم البلدان العربية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.