Fake Profile جديد نتفليكس.. حين تتصدّر الرّداءة

21 يونيو 2021
إيمان إبراهيم- بيروت

فكرة المسلسل ليست جديدة، ومعالجته ليس فيها ما يلمع، لكن للجمهور رأي آخر، إذ نجح مسلسل Fake Profile في تصدّر قائمة الأعمال الأكثر مشاهدةً على منصّة نتفليكس.

تبدأ أحداثه في لاس فيغاس وتكمل في كولومبيا، حين تلتقي راقصة مكسيكية بشاب كولومبي وسيم على تطبيق مواعدة، حيث تنشأ الكثير من القصص بعضها ينتهي قبل أن يبدأ، وبعضها يكمل على السطح حيث تحفظ خطوط العودة، وبعضها يغوص في الأعماق، فيصبح الجرح أكثر إيلاماً، ثمّة قصصٍ مكانها الأمثل السّطح لكنّها تهوي نحو العمق وتحطّم قلوباً قد لا يشفيها سوى الثأر.


القصّة مستهلكة، سبق لنتفليكس أن عالجتها أكثر من مرّة، بعض قصص الخداع عبر تطبيق المواعدة أفردت لها مسلسلات بأمّها وأبيها، وبعضها كان قصّة جانبيّة في مسلسلات شهيرة، غير أنّ قصة الراقصة المكسيكية كاميلا يميّزها أنها حقيقية، وأن الضحية والجلاد يتبادلان الأدوار، وأنّ داخل كل جلاّد ضحية.

كاميلا ليست مجرد راقصة اشتهرت في ملاهي لاس فيغاس، هي فتاة قادمة من بؤس، قتلت والدتها والدها بعد أن حاول الاعتداء عليها، دخلت الأم السجن، فغادرت كاميلا إلى الولايات المتحدة، بعد أن وضعت نصب عينيها هدفاً واحداً، إخراج والدتها من السجن وتعويضها عن السنوات التي قضتها خلف القضبان.

تعيش الصّخب بكل أنواعه لكنّها فجأة تسقط في فخ طبيب التجميل الشاب الذي يصطادها عبر تطبيق مواعدة. تتحوّل قصّتهما إلى قصة حب جارفة، قبل أن تقرّر كاميلا مفاجأته في كولومبيا، لتكتشف أنّ حبيبها ليس الطبيب الكولومبي المعروف وأنّ حسابه مزيّف.


تصل كاميلا إليه وهناك تضع خطّة للانتقام بعد أن تكتشف أنّه متزوّج وأب لطفلين.
من الحلقات الأولى تنكشف كاميلا، وتنكشف علاقتها بميغيل، فتتساءل “أين العقدة؟ ماذا يخبىء مسلسل كشف كل أوراقه من الحلقة الأولى؟ أي انتقام تعدّ له الرّاقصة وقد عادت إلى أحضان حبيبها؟ وماذا ننتظر بعد؟”.
المسلسل ليس بهذه السّذاجة وإن كان يبدو كذلك، فدائماً ثمّة قطبة مخفية، وقد لا تكون كاميلا مجرد ضحية شاب تلاعب بعواطفها فجاءت لتنتقم.

يعرّفك المسلسل على المجتمع الكولومبي، بعيداً عن صورة البؤس التي تصر الأعمال الأميركية على إغراق دول الجوار بها. تشاهد فئات مجتمع متفلتة من كل قيود، وأخرى تحافظ على حد أدنى من معايير أخلاقية.

نقطة ضعف المسلسل أنّه يخدع المشاهد، فيظن أنّ لا شيء مرتقب من قصة انكشفت كل أوراقها من السّطر الأوّل، وأنّ المشاهد لا يتعاطف مع أي من شخصياته.. تتابعه لتعرف لماذا تصدّرت كل هذه الرداءة.

النقّاد لم يسجّلوا للمسلسل تقييماً عالياً، فحظي بـ 5.6 على 10 على IMdB فقط.

يبقى أن نذكر أن ثمّة موسماً ثانياً من المسلسل، الذي انتهى نهاية متوقعة تركت الباب موارباً على قصّة جديدة لراقصة يبدو أن في حوزتها الكثير من القصص.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.