أدونيس مع العباس.. مراجعات طفيفة – يحيى العبداللطيف

يحيى العبداللطيف – شاعر وكاتب سعودي
كانت ظهيرة 27 مايو 2023م اسثنائية على أدباء المنطقة الشرقية ، حيث اكتظ مسرح إثراء لحضور حوارية لأهم شخصية أدبية حاليا في العالم العربي وهو المفكر والناقد ( أدونيس) ، والذي أضحى شخصية ثقافية عالمية حيث أنه لمرات عديدة كان اسمه مطروحا لجائزة نوبل للآداب ، وقد أدار الحوار معه الأستاذ الناقد محمد العباس والذي يعد في المملكة العربية السعودية من طليعة النقاد .
ما حدث في الحوارية كان مثيرا للجدل، فلم أشعر ومثلي الكثير بانسجام بين الضيف والمحاور ، ولم يؤد الحوار إلى الفاعلية والتفاعل المرجو ، وفي تقييمي؛ أن الخلل يعود إلى ضعف التحضير والتنسيق بين الضيف والمحاور ، ولقد بدا لي أن أدونيس لم يطلع على الأسئلة قبل الحوارية، مما أدى إلى التشتت الملحوظ.
وأعتقد أن المشكلة أن الأستاذ العباس أعدّ الأسئلة من خلال مطالعة الكتب القديمة لأدونيس مثل (الشعرية العربية)، وبرأيي كان من المفترض العودة للكتابات الأحدث التي يكون فيها الكاتب قريبا من أجواء كتابتها ، وكذلك الجلوس مع الضيف لفهم نفسيته مهم لتكوين ألفة لا سيما أن الحوار سيكون على مسرح.
أدونيس يحاوره الناقد السعودي محمد العباس
ومع ذلك أقول أني متعاطف مع العباس، إذ أن أي محاور في أي فعالية، قد يقوم بكل التحضيرات اللازمة لكن ظروف الحدث وتلقي الشخصية المستضافة يكون مفاجئا. وإن كان من درس مستفاد أقوله لنفسي وللأصدقاء من هذا الحدث : أن تكون الأسئلة قصيرة ومحددة وواضحة وإشكالية بحيث تكشف طريقة تفكير الشخصية المستضافة، وأن يتداخل معه ليشكل عليه بما يتوقعه من المستمعين لا ليظهر المحاور معارفه .
أما أدونيس فلي على آرائه التي قال وقفة لكن سآخذ تصريحين بالنسبة لي قالهما وهما يستحقان الإشكال من قبل المحاور ، لنفهم مدى موضوعية الضيف .
الرأي الأول: لا يوجد شاعر كبير في تراثنا متدين! وضرب مثالا بأبي نواس والمعري ، وهنا كنت آمل من العباس أن يشكل: ما معنى التدين المقصود؟ ، وهل على هذا القياس لا يكون أبوتمام والمتنبي شاعرين كبيرين؟! وهما ليس لهما موقف حاد أو إشكالي من الدين ولا تشكل القضية الدينية شاغلا من شواغلهما، ولكن برأيي أن أدونيس قال كلاما مرسلا يتقوم على موقف أيدلوجي انطباعي.
الرأي الثاني: وهو أقرب للمانشيت الصحفي منه إلى الرأي العلمي الحصيف، والرأي أن ما كتبته المرأة الشاعرة الحديثة أهم مما كتبه جيل شعراء (مجلة شعر ) ! والمبرر : لأنهم وكثير من الشعراء الحاليين يكتبون برؤوسهم ورؤوس الآخرين – على حد تعبير أدونيس- ، ويظهر من الرأي ومبرره المجانية في الحكم والارتجالية الفجة، وقد صفق الجمهور لكن بعد ثانية صمت مثقلة من الاندهاش، لكن بطبيعة الحال الأحكام العاطفية الارتجالية تدغدغ الجمهور فحتما سيصفق لأجلها.
شكرا لإثراء على هذا الحدث الثقافي ، والذي استمتع به الجميع ، وللأساتذة الذين أمتعونا بحواراتهم، وما هذا المقال إلا جرء من متعة الحدث الذي يستحق النقاش والاختلاف حوله .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.