محمد بركة ومونولج طويل مع التقاليد والتصوّرات المتحجّرة

12 مايو 2023

خاص – نص خبر

محمد بركة
في روايته الأخيرة، يقوم محمد بركة بمواجهة خاصة مع الأفكار والتقاليد المتحجرة والتصورات الخاطئة بكل جرأة، وبهذا، تعلن رواية “آيس هارت في العالم الآخر” عن صرخة فارقة وسط ضجيج الاعتيادي المهادن والموافق. 
مونولج طويل من المراجعات الاجتماعية تجري خلال صفحات الرواية بسرد هائل الجاذبية، يقطع ويوصل في أماكن لا بد لها من القطع والوصل. فلا ملل ولا تراخٍ ولا توقف. أنها وجبة سردية واحدة، وبنيان روائي يدعو للتأمل الحقيقي دون لافتات ولا ادعاءات.
تبتدئ الرواية مباشرة وحاسمة في لوكيشن ومناخ لا يمكن أن يخطئه القارئ، سرد يمسك بالقارئ من أول صفحة دون أن يملي عليه أفعال الأمر.
يقول محمد بركة:
“فيروس شديد الخطورة يفتك بالجهاز المناعي للتقاليد والأصول.
لا بد من استعمال مطهر قوي عند التعامل معي حتى أتقيأ آأخر أنفاسي الشريرة، كتلة دموية تربك الأشباح في مستشفى قديم مهجور.
أرسم فأجلب لأهلي العار.
ألوّن فأجعلهم ” لبانة ” في فم كل نذل.
لم أنجز معرضي الأول بعد، لكن ما رأوه على صفحتي الشخصية من نماذج سيئة الإضاءة للوحاتي المتربة كان كافيًا كى كي يضربوا كفًا بكف: سبحان من أخرج الطالحين مِن ظهر الصالحين.
تأكل النار مرسمي في “الحسين”، فيهلل أحدهم:
– عدالة السماء تقتصّ من صاحب الرسومات العارية.
عشرون عامًا من الأحلام المؤجلة والزيوت المسفوكة على توال تتحول في عشرين دقيقة إلى خرائب سوداء تنز أنفاسًا واهنة من الدخان، فيهتفون:
– ليت الغبي يفهم الرسالة، ويتعلم احترام سيد شباب أهل الجنة.
أدخل المصحة الشبيهة بمعتقل نازي على ضفاف النيل، فيهزون أكتافهم ويعلقون باقتضاب:
– لو كان يركعها، ما كان أصابه مس من الجنون.
تتفحم ” آيس هارت” وهى هي حامل، فيشيعونها بالدعاء إلى مثواها الأخير:
– في ستين داهية!
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.