متهورون ولكن….!!

 

د.أسماء بنت صالح العمرو

3 نوفمبر 2022

صفة التأمل تراودني عند من يقود السيارات بجميع أشكالها، فمن عنده سيارة فارهة يخشى عليها من سقطات تفاجئه فتخدش قلبه قبل سيارته، وتظلم عينه،وتبكي أكثر من فقده لحبيب له!
وتجده لايستمتع بها كمن عنده سيارة قد ظهر عليها أثر القدم، أوطابت نفسه من كثرة الصدمات في جبهة سيارته وجوانبها.
والذي قد استوقفني حقا عند تأملي للمركبات وأهلها الطريقة العجيبة في قيادة الرجل عن المرأة،فمهما يكن من تهور لدى بعض الرجال،فالقيادة الماهرة تضبطهم،والتمكن في حال الطوارئ تسيّرهم.
ولكن عند بعض الطرف الآخر، ألاحظ أنها لاتبالي بمسارها، ولاتلتفت إلا لأمتار طريقها،ومسافة نظرها.
فلايمكن(لبعضهن) أن تتأكد من وجود سيارة قادمة لها الأولوية في المرور،ولاتسمح لأي مركبة كانت أن تتقدم عليها عند مداخل الأحياء،ومخارج الطرق،فالمركبة لها،والطريق ملكها،والمسار مسارها!
ولو مشى صاحبنا بطريقه السليم وسبقها،أوغيّر الاتجاه بسبب مخالفتها؛لرأيت منها إشارات الويل والثبور، والجلجلة والصداح،وإن كان في الوقت متسع لانقلب السحر على الساحر،وتحولت من أثيم جارم،إلى مستضعف مغلوب.
عفواً على هذا التعبير الصادق الذي ماكتبته إلابعد أن كثرت مواقفهن الطائشة التي أخافت الكثير ممن يلتزمون بضوابط الأنظمة المرورية.
وهذا لايعني أنه لايوجد متهور أهوج يحاول أن يربك،ويوتّر، ويخيف الطرف الآخر،وإنما حديثي عن الغالب الأعم الذي ماإن قبض مفتاح المقود فلايفكر إلا بتدوير عجلته دون إعمال فكر،أوتركيز نظر.
والعبرة من هذا كله ألا تغترّ بقيادتها للسيارة،ولاتتهور دون أن تضبط ركوبها،وتدقق في موقفها،وتسير كما النظام وجّهها،وتسمع من الناصح تعديل اِلتِكاكها،ولاتعتد برأيها إن كان بغير وجهه؛حتى تسلم ويسلم غيرها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.