قباني عن السياب: كان مستعدًا للوقوع فى غرام أية ذبابة

3 يونيو 2023

شامح محجوب – شاعر مصري

عيناكِ
غابتا نخيلٍ
ساعةَ السَّحَر
أو شرفتانِ
راحَ ينأى
عنهما القمر

الفتى اليساري الآبق، النحيل جسمًا،الضئيل بنيةً، اليتيم أمًّا وحبيبةً، العالى هِمّةً وشعرًا، أحد الكبار الذين حرّروا القصيدة العربية من الالتفاف حول ذاتها والاختناق شكلًا وأسلوبية وموضوعًا، ولد فى الخامس والعشرين من ديسمبر لعام 1925 بقربة جيكور إحدى أعمال مدينة البصرة العراقية، أعتقل واضطر أكثر من مرة إلى مغادرة العراق، رحل فى مثل هذا اليوم من عام 1964 بالكويت عن ثمانية وثلاثين عامًا وأكثر من عشر مجموعات شعرية من أبرزها (المومس العمياء، أزهار ذابلة، الأسلحة والأطفال، أنشودة المطر) وبعض الترجمات المهمة للوركا وعزرا باوند ونيرودا وناظم حكمت وطاغور وأرتوروجيوفاني وإليوت.

وفى واحدة من سقطات نزار قباني التي لا تغتفر والتي لا أجزم بمدى صحتها، قال عنه :
“كان رحمه الله مستعدًا للوقوع في غرام أية ذبابة تدخل من نافذة معهد المعلمين العالي في بغداد، لذلك إذا كتب قصيدة غزل لفلانة أو علانة من زميلاته في المعهد فإن ذلك يعتبر بالنسبة لبدر جزءًا من سعاله اليومي، أخذ حجمًا مبالغًا فيه على خارطة الحداثة، فشعره الأول مدرسي وتقليدي كشعر الرصافي والزهاوي، ولكن اتصاله بالحداثة اللبنانية وجماعة مجلة (شعر) فتح أمامه الأبواب، فغيّر بسرعة ملابسه القديمة ونزل إلى الملعب وفي يديه (أنشودة المطر). وربما كان مرضه الطويل ومِيتته المأساوية سببًا في التعاطف معه وتسليط أضواء النقد على أعماله”.

قرأت بدر شاكر السيّاب فى مرحلة مبكرة جدًا وعدت إليه منذ عدة أعوام وأظنني سأعود إليه مرات كثيرة فى قابل الأيام وأعتبره أحد الذين قادوا انقلابًا ناعمًا فى رأسي بصفته أحد الكبار الذين دعموا تطبيقيًا التحول الأكبر من القصيدة للنص .

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.