عوارض كوفيد طويل الأمد تثير القلق.. جائحة ما بعد الجائحة

الأحد 28 مايو 2023
انتهت جائحة كورونا ولم تنتهِ تداعياتها بعد، إذ أعلنت دراسات أنّ عوارض كوفيد طويل الأمد لا تزال تظهر عليهم.
ورأت دراسات جديدة أنّ عواقب أخرى قد تظهر على المرضى، مثل زيادة معدلات الخرف وأمراض القلب، بعد سنوات أو عقود من الآن وفقاً للنتائج المبكرة.
خطر الإصابة بمرض السكري
ورأت الدراسات أنّه حتى بالنسبة للمرضى الذين لم يدخلوا المستشفى، زاد كوفيد من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض المناعة الذاتية، ومشكلات الإحساس وتلف الأعضاء. وتواجه النساء الحوامل مخاطر إضافية وكذلك الأطفال حديثي الولادة، وخاصة الذكور منهم. ووُصفت المشكلات الصحية المستمرة التي يعاني منها بعض المرضى، والتي غالباً ما يُطلق عليها اسم “كوفيد المطول”، على أنها جائحة بعد الجائحة بسبب الأشخاص المصابين البالغ عددهم 65 مليوناً على الأقل استناداً إلى معدل إصابات متحفظ يُقدّر بنحو 10% من أكثر من 651 مليون حالة مثبة حول العالم.
ومن أكثر الأعراض التي عانى منها المصابون بكوفيد تمثلت في الإرهاق العام.
ما هو كوفيد طويل الأمد؟
هو مصطلح جامع وفضفاض يصف المشكلات الصحية الجديدة أو العائدة أو المستمرة ذات الخطورة المتفاوتة، والتي تحدث بعد حالة عدوى بفيروس كوفيد-19 مصحوبة بأعراض أو بدون أعراض. وتشمل بعض الأعراض الشائعة السعال أو الشعور بضيق في التنفس، وفقدان الرائحة أو تغير في الذوق، والحمى، وآلام الجسم، وصعوبة النوم أو التركيز، وتغيرات الحالة المزاجية، ومشكلات في الجهاز الهضمي. مع ذلك لا توجد أي اختبارات تشخيصية أو مؤشرات حيوية لفيروس كوفيد طويل الأمد (رغم أن الأطباء قد يبحثون عن تشوهات في اختبارات تدفق الدم الدماغي وبعض الخلايا المناعية ومستويات الفيروس المعاد تنشيطه).
وكل شك في الأعراض المتشابهة مع أمراض أخرى بجعل الحالة محيرة، وفي بعض الأحيان موضع شك واستهزاء، وقد أدت ببعض المصابين إلى الشعور بالخوف من التعبير عن مرضهم أمام المجتمع، والاستخفاف بحالاتنهم من الناحية الطبية، مع صعوبة الحصول على إعانات الإعاقات.
ما هي احتمالات التعافي؟
وجد باحثون في باريس أن أكثر من 90% من مرضى كوفيد البالغين تعافوا تدريجياً على مدى عامين، وفقاً لتحليل بيانات 2197 مريضاً نُشر في مايو في المجلة الدولية للأمراض المعدية. ولكن الآثار طويلة المدى لا تزال تتكشف، وقد لا تظهر بالكامل لعقود بسبب ارتباطها بأمراض مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وكذلك مرض الزهايمر ومرض باركنسون. ووجدت دراسة نُشرت في 2022 في مجلة “جاما نيورولوجي” (JAMA Neurology) أن الناجين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً كانوا أكثر عرضة من نظرائهم غير المصابين لتدهور الذاكرة بعد عام من خروجهم من المستشفى، ما يشير إلى زيادة محتملة ناجمة عن كوفيد في عدد المصابين بالخرف حول العالم. وأفاد المشاركون في الدراسة بأنهم أصيبوا بأعراض كوفيد.
من أكثر المعرضين للإصابة بكوفيد المطول؟
ارتبطت العديد من الحالات بشكل كبير بخطر الإصابة بفيروس كوفيد المطول، ووفقاً لتحليل شمولي أجري في 2023 فأن أكثر المعرضين للإصابة به، هم: الإناث، أصحاب الوزن الزائد، والمدخنين، وأصحاب التاريخ المرضي السابق، ومن جرى إيداعهم بالمستشفيات سابقاً، أو في وحدة العناية المركزة.
وكان العمر عاملاً مؤثراً كذلك، حيث انخفضت المخاطر بالنسبة للأشخاص الأصغر سناً. ووجدت الدراسات أن نسبة الحالات الجديدة انخفضت مع ارتفاع مستوى التطعيمات والإصابات السابقة بالفيروس نفسه، وكذلك تداول المتغيرات الفرعية المرتبطة بالإصابة بمرض أقل حدة. فيما أشارت أبحاث أخرى إلى أن الخطر يزداد كلما أصيب الفرد بالعدوى. ومن الأكثر عرضة للإصابة بكوفيد المطول كذلك المصابون بالحرمان الاجتماعي والاقتصادي، أو من ينتمون إلى مجموعات عرقية معينة، أو الأشخاص ذوي الميول الجنسية المزدوجة والمتحولين جنسياً.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.