زياد سحّاب لجورج وسّوف …  هذه مجرّد تحية!

21 مايو 2023

نص خبر- خاص

أغدقت الحياة على جورج وسوفاً: شهرةً، ونجوميةً، ومالاً، وسطوة، وحضوراً، ومحبّة عامرة في قلوب الناس! لم تتمكّن حتى الظروف القاهرة من انتزاعها أو حتى زعزعتها. لكنّ الحياة كانت تعطيه بيد، وتسحب منه بيد أخرى. هكذا، جارت عليه بقسوة بالغة، وتفنّنت بضربه تحت الحزام، وصولاً إلى ابتلائه عام 2000 بمرض نادر في وركه لا يصيب إلا المتقدّمين في السن. لكن النتيجة كانت أن حققت العملية التي أجريت له في فلوريدا نجاحاً كبيراً، وسقطت التنبؤات الطبية حول صعوبة مشيه بعدها. وصل إلى مطار بيروت، ومشى على قدميه وسط حفاوة واستقبال جماهيري حاشد، ربّما يكون غير مسبوق في تاريخ الغناء العربي الحديث. وفي 20 تشرين الأوّل (أكتوبر) 2011، نجا من الموت المحتّم، بعدما أصابته جلطة دماغية في يعفور قرب دمشق، نُقل على إثرها إلى المركز الطبي التابع للجامعة الأميركية في بيروت. حينها، صرّح لنا أحد الأطباء الذي أشرفوا على إسعافه من دمشق إلى بيروت بأنه عاد إلى الحياة بمعجزة حقيقية!

عموماً كلّ ما حدث مع «الوسّوف» خلال مشواره من ملمّات ونوائب، يبقى في كفّة لا تتجاوز وزن ريشة، مقارنة بالضربة التي مني بها قبل شهور، وستكون كفّة هذا المصاب الجلل، راجحةً بالحزن مدى الحياة، بعدما خطف الموت ابنه البكر وديع وسّوف. بعدما تعرض لنزيف حاد إثر عملية جراحية خضع لها. وديع هو الابن البكر الذي تمنّى صاحب «أصعب فراق» أن يرتبط اسمه به، وبالفعل ناداه الجمهور وحيّاه في كل المسارح والمحافل بـ «أبو وديع» مع تصفيقات ضبطت و «دوزنت» هذا التشجيع، وأحالته لماركة وسمت كلّ إطلالاته ولقاءاته المباشرة مع الجمهور! ولن يكون خافياً على أحد، خصوصاً إذا كان أباً، شكل وجوهر العلاقة بين أي رجل وابنه البكر، فكيف إذا كان صديقه ورفيق أيّامه وأقرب الناس إليه مثلما كان وديع لأبيه؟!روّجت شائعات عن دخول جورج وسوف العناية المركزة بعد وفاة ابنه، لكّنه وقف مثل هرم راسخ رغم وضعه الصحي ليتلقى التعازي. ومن ثم أصدر أغنية نعى فيه ابنه ووقف بعدها على المسرح ليعود لنشاطه! وقبل أيّم انتشر له فيديو على السوشال ميديا وهو يحرّض معجبيه على الضحك والتوقف عن الهمّ «لأن الحياة لا تحرز»

بين هذا وذاك أقيمت ليلة الأحد حفلة جديدة في بيروت توجّه من خلالها الموسيقي اللبناني زياد سحاب بتحية إلى جورج وسوف وذلك في NOW Beirut (الأشرفية) وفي هذه السهرة عزف الفنان اللبناني على عوده بمرافقة العازفين: إيلي تومية (كيبورد) وخليل البابا (كمان) وتشارلي فاضل (درامز) وإيلي الحلو (إيقاع)، فيما يتولّى رفيق عبود مهمّة غناء مجموعة من أعمال «سلطان الطرب» الراسخة في الذاكرة. والأغنيات التي وقع عليها الاختيار، هي: «روحي يا نسمة»، «حبيبي كده»، «دبنا ع غيابك»، «الهوى سلطان»، «ليل العاشقين»، «لو يواعدني الهوى»، «لو نويت»، «جرحونا»، «كلام الناس»، «بتعاتبني»، «حبّيت إرمي الشبك»، «يا قلبي مين»، «يلي تاعبنا» و«حلف القمر«

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.