18 مايو 2023
نص خبر-خاص
من يعرف رعد خلف يدرك أنّه ابن أسرة عراقية تذوّقت الفن وجعلته جزء من تفاصيل حياتها اليومية. لم يكن يعرف نجم الموسيقى التصويرية أنه سيصبح واحداً من مشاهير الدراما السورية على وجه الخصوص رغم عدم ظهوره على الشاشة، إلا أن موسيقاه تركت بصمته الواضحة، وكانت بمثابة تواجد دائم له. يتذكر رعد خلف بكثير من الحنين والشغف الشيء الذي ارتبطت به معظم مراحل حياته وهو الموسيقى! ولأن الحزن هو الأصيل في حياتنا والفرح طارئ عليها، فإن الموسيقى التي توغل في الوجع والتي برع في تأليفها بلغة درامية تحكي أكثر ربما من الشاهد المكتوبة، تركت أثره بطريقة مهمة خاصة في تلك الأعمال التي تحاكي المآسي العراقية.
آخر ما أنجزه رعد في سوريا بعيداً عن الموسيقى التصويرية للدراما الرمضانية كان عرض «ميوزيكال» بعنوان «قصة من الشرق» عرض في «درا الأوبرا» وفي هذا العرض يأخذنا خلف نحو الفرجة البصرية المنوّعة والدفقات الموسيقية المتباينة، والشغل بكثافة وغزارة على مشهدية غنيّة، معتمداً على فسحة جمالية وافية، ومقومات متداخلة بين الديكور والألوان والضوء والسينوغرافيا واستثمار الخشبة بأبعد من مساحاتها الحقيقية، بل استثمار المسافة بين المسرح والجمهور في لوحات محددة أشعلت المسرح وخطفت التفاعل نحو حدود عالية. العرض بزخم عناصره، سار بالمتلقي ربما في مطارح كثيرة نحو التشتت، لكن الخطة كانت بأن تظل القصة الدرامية البسيطة تمسك بيده بين وقت وآخر، لتعيده إلى جوهر المقترح وبنيته. هكذا، أرادت الحالة الدرامية أن تكون ناعمة إلى حد كبير بطرحها نماذج شعبية، واللعب على نزاعاتها..
ولأن المشوار كلّه، كان غنياً بالإنجاز، فقد حطّ رعد خلف اليوم في بغداد مدينته الأصيلة ليكون مكرّماً في «الملتقى الخامس لجائزة الهلال الذهبي» التي ينظّمها الصحافي العراقي حيدر النعيمي بالتعاون مع «نقابة الفنانين العراقيين» وهو معني بتوزيع الجوائز للدراما العراقية. وبهذا العام احتفى الملتقى بالموسيقي رعد خلف عن مجمل أعماله المحلية والعربية والعالمية. في حديثه مع «نص خبر» يقول رعد خلف بأن: «النشاط الفني المهرجاني، يشبه ما كانت تقوم به الدراما السورية عندما كانت تنّظّم مهرجان «أدونيا» وفي هذا العام كانت الرغبة عند منظمي الملتقى العراقي الاحتفاء بتجربتي الموسيقية عن جمل أعمالي وتحديداً بما حققته الموسيقى الخاصة بمسلسل «العربجي» (كتابة عثمن جحى ومؤيد النابلسي وإخراج سيف السبيعي)»