تأثير الصيام على الأمراض التنفسية

 

د.عبير بنت محمد حمادة

26 مارس 2023

مما لا شك فيه أن الأمراض التنفسية من أكثر الأمراض شيوعًا بين المرضى؛لذا تتوجب علينا الإشارة إلى بعض المتغيرات التي يمكن أن تطرأ على طبيعة المرض أثناء الصيام،سواء إيجابيًّا أو سلبيًّا. وللصوم فوائد عدة للمرضى الذين يعانون أمراضًا تنفسية، منها:
1-يعد فرصة إيجابية لمريض حساسية الصدر؛لأنه يرفع من حالته المعنوية والنفسية التي تتأثر بها حالة الشُّعب الهوائية. كما أن الصيام يعد فرصة للبُعد عن دخان السجائر المثير للحساسية و الاقلاع عن التدخين.
2 -يُعد وسيلة لتقليل ارتجاع المريء الذي يعتبر سببًا مهمًّا لكثير من الأمراض التنفسية، مثل:الكحة والحساسية.
و إليكم بعض الاحتياطات الواجب مراعاتها مع الصيام بالنسبة للأمراض التنفسية، وهي:
أولاً:مرضى الربو الشعبي أو حساسية الصدر:يتوجب على المريض شرب سوائل كثيرة بعد الإفطار حتى تقل لزوجة إفرازات القصبات الهوائية؛ ويمكن التخلص منها بسهولة. كما يجب على مريض الربو تجنب الإجهاد بقدر الإمكان خلال الصوم؛لأن الجهد والجفاف قد يزيدان من أعراض المرض،كما ينصح بالتزام العلاج والبخاخات كما يصفه الطبيب المختص.
وجدير بالذكر ان بخاخات الرذاذ لا تفطر كما أفاد علماء الدين. فعند التعرض لأزمة ربو حادة في نهار رمضان يمكن للمريض أخذ بخاخ الفينتولين دون حرج أو عمل جلسة رذاذ بجهاز الرذاذ (النبيولايزر)
إضافة إلى أنواع البخاخات الأخرى التي تحتوي على الكورتيزون فهناك بعض منها يستخدم مرة باليوم ولذلك يمكن أخذه بعد الافطار،
وبالنسبة للمرضى الذين يتناولون حبوبًا مثل: “السنجيولير” أو “الكلاريتين” فينصح بتناولها قبل وقت النوم بالليل.
وعلى مريض الربو تجنب الإجهاد قدر الإمكان خلال الصوم لأن الجهد والجفاف قد يزيدان من أعراض المرض، لذلك يجب الابتعاد عن الأماكن الحارة التي قد تؤدي إلى الجفاف.
أما المرضى الذين يستخدمون الأوكسجين،فعليهم أن يستمروا في استخدام الأوكسجين كما وصف لهم، وأن يحرصوا على وضع مُرطّب المياه مع الأوكسجين لتجنب الجفاف،أما قدرتهم على الصيام من عدمها فهذا الأمر يجب نقاشه مع الطبيب أولاً.
ويجدر التنبيه هنا إلى أن بعض المرضى يتنقلون خارج المنزل وهم يستخدمون الأوكسجين المسال المعبأ في قوارير أو اسطوانات،وفي حال أراد هؤلاء المرضى الصلاة في المسجد خلال شهر رمضان،وخصوصاً صلاة التراويح،فيجب الحيطة الكاملة من استخدام البخور مع الأوكسجين،لأن الأوكسجين مادة سريعة الاشتعال وقد يتسبب ذلك في حريق.
هذا وينصح بعدم تبخير المساجد،لأن ذلك يضايق بعض المصلين المصابين بأمراض صدرية،وقد يحرمهم من أجر صلاة الجماعة والتهجد في شهر الخير،بل يجب الحرص على أن تكون تهوية المسجد جيدة للحد من انتقال الأمراض الفيروسية.
ثانيًاً:عن نوعية الغذاء المناسبة لمريض الصدر في حالة الصيام يجب أن تحتوي على كمية وفيرة من الفواكه والخضراوات،مع الحرص على تناول الشوربة أو أي مشروب دافئ عند بداية الإفطار،وأخذ البروتينات الكافية،سواء حيوانية أو نباتية لتنشيط الجهاز المناعي وتحفيزه لمقاومة الميكروبات.
ثالثاً:الانتباه جيدا إلى عدم التواجد في الأماكن غير جيدة التهوية أو الانتقال السريع بين درجات الحرارة المتباينة مثال الخروج من الغرفة أو المنزل الذي به مكيف إلى الهواء الساخن بالخارج والعكس بالعكس لأن الاختلاف المفاجيء في درجة حرارة الهواء المستنشق يؤدي إلى نشاط البكتيريا والفيروسات المسببة للعدو التنفسية
وندعوا الله العظيم أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام صالح الأعمال.
______
*استشارية الأمراض الصدرية بمستشفيات الحمادي بالرياض
_____
د.عبير حمادة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.