البدانة والملح أهم أسباب ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال

 

22 يناير 2023

أكد أنه لم يعد قريناً للكبار فقط..استشاري أمراض الأطفال بمستشفيات الحمادي:

البدانة والملح أهم أسباب ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال

ارتفاع ضغط الدم من أكثر الأمراض شيوعاً،ويعتقد الكثيرون أنه من أمراض الكهولة وعلامات الشيخوخة دون إدراك أنه من الأمراض التي يرجع أصلها التكويني إلى سن الطفولة،وإن كان يزداد حدوثه مع التقدم في السن،ونظراً لما يؤديه ارتفاع ضغط الدم من زيادة في إمكانية حدوث الإصابات الدماغية والفشل الكلوي والأمراض القلبية،يجدر السؤال عن أسباب ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال؟
د. ساري دعاس استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة بمستشفيات الحمادي بالرياض يؤكِّد أن ارتفاع ضغط الدم في الطفولة يكون بأحد شكلين أولي أساسي أو ثانوي مرافق لمرض آخر، ويمكن للوارد من الأملاح والطعام أن يؤثِّر في العديد من العوامل التي لها دور في بدء ارتفاع الضغط وفي مستواه واستمراريته،كما يتأثر ضغط الدم بتبدل مقاومة الأوعية الدموية ومدى انقباضها،وكذلك بعمل القلب ونتاجه وحجم سوائل الجسم العام،كما أنه توجد علاقة مباشرة بين الوارد الغذائي من كربوهيدرات ودسم وبروتينات مع ارتفاع ضغط الدم،كما أنه ليست له علاقة مع الكوليسترول أو النسبة بين الدسم المشبعة وغير المشبعة، ولكن وجود ارتفاع ضغط الدم عامل معروف لحدوث وزيادة تصلٌّب الشرايين،والذي بدوره يتأثر بعوامل أخرى مثل: العوامل الجنينية وزيادة شحوم الدم والبدانة، ولا ننسى أن البدانة الناجمة عن زيادة الوارد الطعامي يمكن أن تؤدي لارتفاع ضغط الدم بسبب احتباس الصوديوم وما يليه من زيادة في حجم سوائل الجسم،ويشارك كل ذلك زيادة في الأنسولين المفرز وربما حصول مقاومة للأنسولين أيضاً.
ويضيف د.دعاس هناك العديد من الدراسات التي تدعم وجود العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم،والوارد الطعامي من الملح،وخاصة إن حصل احتباس لهذا الملح بسبب درجة من الفشل الكلوي الحاد أو المزمن،وثبت أن حوالي 25 % من مرضى ارتفاع ضغط الدم حساسون للملح،وفي التجارب المخبرية على ارتفاع ضغط الدم كان لوقت إعطاء الملح ولكميته دور مهم في بدء حصول ارتفاع الضغط ومستواه واستمراريته،وهذه الحساسية للملح يمكن أن نجدها أيضا عند المراهقين المصابين بارتفاع الضغط والأطفال المصابين بارتفاع الضغط المتعلق بالبدانة.
على أنه لا توجد علاقة مؤكدة بين الوارد من الملح في فترة الرضاعة عند الإنسان وحصول ارتفاع الضغط المستمر خلال الطفولة، في حين يترافق ازدياد تناول الملح عند أطفال أبوين مصابين بارتفاع الضغط مع إمكانية أكبر لتأثر ازدياد الضغط لديهم بالتأثيرات العصبية والنفسية.
ويتأثر ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال بين 5-17 سنة إيجابيا مع نسبة الصوديوم إلى البوتاسيوم المتناولين وعكسيا مع اطراح البوتاسيوم،أما زيادة الكالسيوم داخل الخلوي فتؤدي لزيادة الضغط،وهناك تناسب بينه وبين الحساسية للملح،لوحظ أن زيادة الوارد من الكالسيوم عند الأطفال في سن 3 إلى 5 سنوات يؤدي لخفض الضغط الانقباضي،كما يمكن أيضاً أن ينقص من الزيادة المتوقعة بضغط الدم والمتعلقة بالعمر وخاصة في العرق الأسود في حين ينقص إعطاء الكالسيوم ضغط الدم الانبساطي عند الأطفال المصابين بارتفاع ضغط الدم الأساسي.
وبناءً على هذه المعلومات يمكن إبداء مجموعة توصيات واقتراحات تتعلق بارتفاع الضغط الدموي بداية وشدة واستمرارية،بشكل عام إنقاص الوارد من الصوديوم مع زيادة البوتاسيوم وإعطاء الكالسيوم بحده الضروري الأدنى يمكن أن يؤدي لتقليل زيادة ضغط الدم المتعلقة بالعمر،كما يؤخّر بدايته ومستواه إن حصل، كما يقدم الإقلال من الوارد الغذائي والحد من السمنة مع التمارين فرصة لمنع زيادة ضغط الدم المتعلق بالبدانة.
ولاشك إن القيام بمثل هذه التبديلات يتعدى مجال الطب التقليدي ويتطلب مساعدة المربين والمرشدين الصحيين، وتعاون الأشخاص المقصودين أنفسهم لإجراء التعديلات الضرورية في أسلوب حياتهم وهي مهمة ليست بالسهلة على أي كان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.