17 ماي 2023
نورى عيلال – دبي
أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة قادرة على انتاج جزيئات مجهرية من الخلايا الجذعية الوسيطة، وذلك بشكل مستقل، من دون الحاجة الى استيرادها من دول أخرى، لاستخدامها في علاجات الطب التجديدي في الإمارات العربية المتحدة. هذا ما أكده بيان صادر عن “معهد بايوساينس” حصلت “نُص خبر” على نسخة منه.
وتسمى هذه الجزيئات “EXOSOMES” وتنتقل من مصدرها في خلايا إلى خلايا أخرى مستهدفة. وهي محورية في الاتصال من خلية إلى أخرى، ولهذا السبب تم تحديدها كعناصر فعاّلة للغاية في علاج العديد من الحالات الصحية التي تسببها الالتهابات.
وتؤدي هذه الخطوة العلمية الهامة الى الغاء الحاجة إلى التخزين والنقل، التي تستوجبه عمليات الاستيراد، والتي من شأنها أن تؤثر على سلامة وفعالية المنتج، كما صرّح مسؤول في “معهد بايوساينس (Bioscience Institute)” المتخصص بمجال الطب التجديدي في إمارة دبي.
“EXOSOMES” تثبت امكاناتها في الطب التجديدي.
وقد أثبتت جزيئات “إكسوسومز” المشتقة من الخلايا الجذعية إمكانات في العديد من التطبيقات العلاجية في الطب التجديدي، مثل استعادة مظهر البشرة الشباب المتجدد، لأنها قد تحسن من مرونة الجلد وتقلل التجاعيد والخطوط الدقيقة والندوب. كذلك أثبتت فعالياتها في مواجهة تساقط الشعر، تجديد العظام والغضاريف المفصلية والقرص الفقري، وكذلك في مواجهة إصابات الأوتار والأربطة. وبالتالي، فإن عدم الاضطرار إلى استيراد “اكسوسومز” يساعد على تجنب تلف المنتج وفقدان الفعالية، بسبب تقنيات التجفيف المستخدمة في النقل والتخزين.
أذنت وزارة الصحة الإماراتية لـ” معهد بايوساينس“، في مايو 2013، ليكون أول “مصنع” وعيادة لعلاجات الخلايا الجذعية في الشرق الأوسط.
وكانت وزارة الصحة الإماراتية قد أذنت لـ” معهد بايوساينس“، في مايو 2013، ليكون أول “مصنع” وعيادة لعلاجات الخلايا الجذعية في الشرق الأوسط. ومنذ ذلك الوقت، خضعت جميع الخدمات الطبية القائمة على الخلايا الجذعية، لرقابة صارمة من “هيئة الصحة بدبي” و“وزارة الصحة ووقاية المجتمع في دولةالإمارات“.
وفي هذا السياق قال الدكتور جوزيبي موشي، الرئيس التنفيذي ومؤسس “معهد بايوساينس“: ” أدت تلك القوانين والتشريعات المبكرة الى تجنيب سكان الإمارات العربية المتحدة من المخاطر الصحية التي تترتب على الحصول على علاجات الخلايا الجذعية في البلدان ذات المعايير منخفضة الجودة في ضبط العمليات الصحية“.
الدخول على خط التصنيع المحلي الإماراتي لتلك الجزيئات هو خطوة في طريق طويل من الابداع والابتكار العلميين.
من جهته، أفاد البروفوسير ميشيل زوكي، من “جامعة جنوا” في إيطاليا:”هناك اهتمام متزايد باستخدام جزيئات “إكسوسومز“، أحد مكونات الخلاياالجذعية، في العلاجات. ولدى سكان دولة الإمارات اليوم فرصة مثالية لاستفادة من ذلك، اذ أنها باتت تصنع محليا. وطالما أن علاجات الخلايا الجذعية مضىعليها عقد من الزمان، وتحت رقابة صارمة من السلطات والجهات المعنية، فإن الدخول على خط التصنيع المحلي الإماراتي لتلك الجزيئات هو خطوة في طريق طويل من الابداع والابتكار العلميين“.
وأضاف زوكي: الضوابط المفروضة على علاجات الخلايا الجذعية، هي ذاتها مفروضة على انتاج جزيئات “اكسوسومز“، وهذا يمنح أقصى ضمان لجودة وسلامة المنتج، ويرافق ذلك تعظيم النتيجة والفعالية.
يسمح الإنتاج محليًا بالتحكم في سلسلة الإنتاج بأكملها بدءًا من المصدر.
معرفة المصدر والتحكم به أمرًا أساسيًا في هذه العمليات، حيث يمكن أن تستخرج جزيئات “إكسوسومز” من العديد من المصادر المختلفة، مثل مصادر النباتات، على سبيل المثال. فتلك التي تأتي من أصول نباتية، هي مناسبة بشكل أساسي للزراعة، مثل تعزيز نمو النبات، أو مقاومة الإجهاد، أو عمليات التواصل الداخلية للنباتات نفسها. وفي أقصى الاستفادة للإنسان، قد تكون “إكسوسومز” ذات الأصل النباتي مفيدة لعلاج الجهاز الهضمي البشري، لكنها ليست فعالة في علاجات الطب التجديدي.
وقال البروفوسير زوكي: “لفهم أنماط عمل “إكسوسومز” بشكل أفضل، ما عليك سوى مقارنتها بالنتائج الجيدة التي تمتاز بها علاجات “البلازما الغنية بالصفائح الدموية” PRP، ثم تخيّل منتجًا أكثر قوة منها، وقادرًا على التوسط في الفعالية العلاجية، وعمليات الإصلاح والتجديد البيولوجية، وتعديل المناعة، ومقاومة الالتهاب، وما إلى ذلك“.
وبحسب زوكي، تعتبر جزيئات “إكسوسومز” أكثر قوة في العلاج، لأنها مشتقة من الخلايا الجذعية التي لها في الأساس، خصائص تجديدية، مقابل البلازما الغنية بالصفائح الدموية، التي يتم اشتقاقها من الصفائح الدموية التي ليس لها نفس الخصائص والفعالية والاستقرار. وأردف قائلاً: “حتما، أولئك الذين يستخدمون PRP سينتهي بهم الأمر باستخدام EXOSOMES”.
“EXOSOMES” يعزز صول دبي في مجال السياحة العلاجية.
وعلاوة على الأثر العلمي والابتكاري لهذا الانجاز الجديد، فإن EXOSOMES من شأنه بدون شك، أن يساهم في تعزيز أصول دبي في مجال السياحة العلاجية، نظرًا لوجود عدد قليل جدًا من الأماكن في العالم، تتوافر فيها تكنولوجيا الطب التجديدي المتقدمة.