تعرف “المُلوّثات الأبديّة” أو PFAS بكونها مكوّنات سامّة للبيئة وللصحة على السواء، وهي يمكن أن تتواجد في الطعام، والمياه، ومنتجات العناية التجميليّة، والماكياج التي نستعملها بشكل يومي. فكيف يمكن التعرّف عليها وتجنّبها؟.
“نص خبر”- متابعة
تمّ تطوير هذه المُلوّثات لأول مرة في بداية أربعينيّات القرن الماضي بهدف استخدامها في المجال العسكري، أما استخدامها على نطاق واسع فبدأ في الخمسينيّات عندما دخلت في تصنيع المُنتجات التي يتمّ استعمالها بشكل يومي. وهي تواجه اليوم حرباً تشنّها عليها جهات رسميّة وغير رسميّة في أنحاء مختلفة من العالم نظراً لتأثيرها المؤذي على البيئة وعلى صحة الإنسان كونها مواد كيميائيّة فائقة السمّية.
تتواجد “الملوّثات الأبديّة” في لوائح مكونات منتجات مثل: جل الحمّام، الكريمات المُضادة للتجاعيد، الماسكارا، أحمر الشفاه، كريم الأساس، بودرة الوجه تحت تسميات مختلفة نذكر منها: Ptfe، وPerfluorodecalin، و Perfluorononyl dimenthicone، وPolyperfluoromethylisopropyl ether، وMethyl perfluoroisobutyl ether، وPerfluorohexylethyl triethoysilane، وPerfluorohexane، وPolyperfluoroethoxymethoxy difluoroethyl peg phosphate.
يتمّ استخدام هذه المكوّنات في مستحضرات التجميل لجعلها تدوم لفترة أطول ولتحسين الشكل النهائي للمُنتج أو حتى الحفاظ على لون ظلال العينين أو أحمر الشفاه. يُشير الخبراء إلى أن العديد من هذه “الُملوّثات الأبديّة” يتمّ استعمالها على شكل مُستحلبات، ومُثبّتات، ومواد حافظة، ومُذيبات، وعوامل تشكيل تدخل في تركيبة المستحضرات التجميليّة مما يعني أنه يمكن العثور عليها في مجموعة كبيرة جداً من المنتجات التي نستعملها بانتظام: كريمات العناية بالبشرة، الجل الخاص بالاستحمام، طلاء الأظافر، الماسكارا، الكريمات المُضادة لحب الشباب، أحمر الشفاه، الكريمات المُضادة للتجاعيد كما تدخل في تركيبة مستحضرات الماكياج المُضادة للماء.
ما هي الاتهامات الموجّهة إليها؟
ما زال العلماء حتى الآن، لا يعرفون الكثير عن تأثير “المُلوثات الأبديّة”، فقد أشارت دراسات قليلة حتى اليوم إلى سُميّة هذه المواد، وتوضح إحدى أبرزها أن التعرّض لهذه المواد يُسبّب اضطرابات في الجهاز المناعي ويُمكن أن يُسبّب الإصابة بالسرطان كما توضح دراسة أخرى أجريت في هذا المجال دورها في زيادة نسبة الكوليستيرول، وأمراض القلب والشرايين كما أنها تؤثّر على الخصوبة، نمو الجنين، الكبد والكلى. وفي نهاية العام 2023، صنّفت الوكالة الدوليّة لأبحاث السرطان اثنين من الملوثات الأبديّة وهما: PFOA وPFOS على أنها “مُسرطنة للبشر”، وقد تمّ بالفعل حظر كلاهما في الدول الأوروبيّة. ومع ذلك لم يتمّ حتى الآن التأكد بشكل قاطع من دخول “المُلوّثات الأبديّة” إلى الجسم عبر استعمال مُستحضرات التجميل.
الحلول البديلة
من الممكن تجنّب مخاطر التعرّض للمُلوّثات الأبديّة عبر التوجّه نحو استعمال مُستحضرات التجميل الطبيعيّة والعُضويّة بالإضافة إلى الزيوت النباتيّة التجميليّة التي تعرّضت للأسترة أي لعزل بعض مكوناتها والاحتفاظ بالبعض الآخر مما يجعلها غير مؤذية للصحة وصديقة للبيئة على السواء.