1 أكتوبر 2023
“نص خبر”-متابعة
ما يزال عرس الحمدانية المنكوب بـ107 قتلى ومئات المصابين الشغل الشاغل للعالم الذي شهد على فاجعة حريق كارثية، ما دفع العريس الى اختصار حالته وزوجته بعبارة: “نحن الأحياء الأموات”، ولاسيما أن العروس فقدت 11 فردا من عائلتها في حين خسر العريس نحو 15 من أسرته.
وفي آخر ما خلصت اليه لجنة التحقيق في وزارة الداخلية العراقية عن سبب الحريق، تبين أنّها لحظت تزيين قاعة الاحتفال بمواد سريعة الاشتعال ما سرّع الحريق، فيما السبب الرئيسي يعود إلى “مصدر ناري لامس مواد سريعة الاشتعال في القاعة”.
وأكدت لجنة التحقيق أنّ “قائممقام قضاء الحمدانية متهم بالتقصير”، فيما يتحمّل “أصحاب القاعة المسؤولية القانونية”.
ووفق التحقيق، فقد تم إجلاء 600 شخص من داخل القاعة خلال اندلاع الحريق، فيما تسبّب عدم وجوج أبواب للطوارئ في القاعة من عدد الضحايا.
في أول تصريح له بعد الفاجعة، خرج عريس الحمدانية في العراق عن صمته وتحدث عن الحريق الذي خلف أكثر من 100 شخص.
وقال العريس المذهول في مقابلة مع “سكاي نيوز”: “لقد رحل أقاربنا وأصدقاؤنا وأحباؤنا”. وأضاف أنه وعروسه كالأحياء الأموات بعد أن انتهى حفل زفافهما بمأساة حصدت ما لا يقل عن 100 ضيف في حريق ضخم.
وفقدت العروس حنين (18 عاما) عشرة من أفراد عائلتها بينهم والدتها وشقيقها، فيما فقد زوجها ريفان (27 عاما) 15 من أقاربه بعد أن اندلع حريق في حفل زفافهما شمال العراق مساء الثلاثاء الماضي.
الأحياء الأموات
وقال العريس: ” نحن مخدرون”. وأضاف ريفان أن عروسه “لا تستطيع التحدث” بعد الكارثة التي تركت والدها أيضًا في حالة حرجة. وأصيب أكثر من 150 شخصا بسبب النيران والدخان الخانق أو أثناء التدافع للفرار من قاعة الاستقبال التي تحولت إلى حطام متفحم وأكوام من الأثاث الملتوي تحت سقف منهار جزئيا.
وأشار المسؤولون إلى أن الألعاب النارية الداخلية هي السبب المحتمل للحريق الذي أدى إلى تدافع مذعور عند الخروج.
وللعريس ريفان رأي آخر إذ يعتقد أن الحريق بدأ بطريقة ما في السقف وليس نتيجة شرارة انطلقت من الألعاب النارية “قد يكون تماسا كهربائيا لا أعرف، لكنه بدأ في السقف.. شعرنا بالحرارة وعندما سمعت صوت طقطقة نظرت إلى السقف”.
ويتابع: “ثم بدأ السقف، الذي كان مصنوعا بالكامل من النايلون، في الذوبان.. ولم يستغرق الأمر سوى ثوانٍ”.
“أمسكتُ بزوجتي وبدأت في سحبها ومحاولة إخراجها من مدخل المطبخ. وبينما كان الناس يهربون، كانوا يدوسون عليها. وكانت ساقاها مصابتين”.
يشير ريفان إلى أن القاعة لم تكن تحتوي سوى على مطفأة حريق واحدة “لا تعمل”.
تعني الكارثة الكثير بالنسبة للعريسين اللذين يؤكدان أنهما لم يعودا قادرين على البقاء في مسقط رأسهما.
وقال الزوجان إنهما لن يكونا قادرين على العيش في مدينتهما بعد الآن، وإن سعادتهما “تدمرت”.