19 سبتمبر 2023
“نص خبر”- الرياض
يحدث أحياناً أن يسمع الإنسان صوتاً خاصاً دون أن يعرف مصدر هذا الصوت، وذلك لمدة ثوان قليلة ثم يزول هذا الصوت،لكن في حالات أخرى يعاني البعض من استمرار هذا الصوت لفترات طويلة،وعند الذهاب إلى الطبيب يعرف أن المريض مصاب بما يسمى طنين الأذن، وفي السطور التالية نتعرف على طبيعة هذا الطنين، وماهي أسبابه وأنواعه،وطرق علاجه من خلال هذا التحقيق.
في البداية يعرف د.أحمد حسن قعقع أخصائي الأنف والأذن والحنجرة بمستشفيات الحمادي بالرياض الطنين بأنـه صـوت خاص يسمعه الشخص دون أن يكـون له مصدر خارجي،وبشكل عام يمكن أن نقسم الطنين إلى نوعين:نوع شخصي يسمعه المريض فقط، ونوع موضوعي أو محسوس بحيث يسمعه المريض والفاحص،والطنين الشخصي أسبابه كثيرة منها ما يمكن معرفته،ومنها ما لايمكن التأكد منه،وأهم هذه الأسباب المعروفة انسداد مجرى السمع الظاهر بالصماخ (شمع) أو سواها،أوانثقاب غشاء الطبل، أو إصابة على مستوى عظيمات السمع من تصلب أو انخلاع،بالإضافة إلى التهاب الأذن الوسطى الحاد أما المزمن فنادراً ما يترافق بالطنين،كما أن التعرض لصوت قوي(انفجارات)أوما يسمى بالرضي الصوتي يحدث طنيناً،وكذلك نقص السمع الشيخي له دور في إحداث الطنين.
قعقع: الطنين الشخصي قد يكون عرضاً أولياً لورم العصب السمعي
أسباب الطنين
ويضيف د.قعقع:وهناك بعض الأدوية التي تؤثر سلبياً على العصب السمعي وتحدث طنيناً،كما أن ارتفاع التوتر الشرياني قد يترافق بطنين تتموج شدته مع تموج الضغط الشرياني ارتفاعاً وهبوطاً،وقد يكون الطنين عرضاً لأمراض الأذن الباطنة مثلاً(مرض منيير ).
والطنين الشخصي أيضاً يمكن أن يكون من أول أعراض ورم العصب السمعي،وفقر الدم قد يكون سبباً من أسباب الطنين.
وهناك حالات من الطنين تعتبر وظيفية المنشأ أو نفسية المنشأ لاتترافق بأية آفة أذنيه أو عصبية وتزداد عند الأزمات،وبشكل عام فإن الطنين تزداد حدته عندما يكون المريض متعباً.
قعقع: التهاب الأذن وفقر الدم من الأسباب المعروفة لحدوث الطنين
وهناك حالات قد يسمع الشخص أصواتاً منتظمة (موسيقى) دون أن تكون في الواقع موجودة وتدل على أن المريض مصاب بوهم سمعي ويكون ناتجاً عن مرض نفسي أو آفة عضوية في الفص الصدغي من الدماغ،أما فيما يتعلق بالطنين المسموع من المريض والفاحص معاً، ويتطلب تمييزه من قبل الطبيب بوضع السماعة على أذن المريض فيمكن تمييزه في ثلاثة أنواع:
– طنين يكون بشكل صوت النفخ يتماشى مع التنفس سببه انتقال أصوات التنفس عن طريق نفير أو ستاش وهو طنين مزعج.
– طنين يظهر بأصوات فرقعة سريعة متتالية وقصيرة مترددة وهي تنتج عن تشنج عضلات الحنك أو عضلات الأذن الوسطى بسبب إجهاد أو توتر نفسي.
– الطنين النابض وهو وعائي المنشأ ناتج عن زيادة في تروية الأذن الوسطى كوجود ورم،أومنطقة متصلبة شديدة التروية ويمكن أن تبح الطنين النابض بسبب وجود ضيق في الشريان السباتي في العنق بسبب ورم أو خلافه.
-الطنين الشخصي
سرحان: الطنين مشكلة شائعة تصيب نحو15% إلى 20% من الأشخاص
العلاج الناجح
ويرى د. احمد حسن قعقع أن العلاج يكون ناجحاً إذا كان ناتجاً عن الأذن الخارجية أو الوسطى كإزالة الصملاخ (الشمع) أو ترقيع الطبلة أوكشف الأذن الوسطى وعلاج عظيماتها،ولكن احتمالات العلاج تقل اذا تعلق الأمر بالأذن الباطنة أو العصب السمعي،أوالجملة العصبية المركزية،ففي الحالات الباكرة قد تفيد بعض الأدوية كموسعات الأوعية الدموية، والمهدئات ويجب ألا تنسى الفحوصات السمعية (تخطيط السمع وغيره)،وأيضاً التصوير الطبقي المحوري للدماغ والجهاز السمعي كوسائل للتشخيص الدقيق،مع مراعاة أن هناك حالات يزداد فيها سماع المريض للطنين مثلاً قبل النوم أو في الهدوء مسبباً قلقاً وتوتراً نفسياً،لذلك فمن المفيد الابتعاد عن الهدوء، حيث ينصح بوضع ساعة أو مذياع قرب رأس المريض بحيث يغطي الصوت الصادر على الطنين،وهناك بعض أنواع مولدات الصوت توضع خلف الأذن تحدث ضجيجاً يعاكس الطنين الذي يسمعه المريض.
مشكلة شائعة
ويشير الدكتور نبيل سرحان استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمستشفيات الحمادي بالرياض:أن طنين الأذن هو أن تشعر برنين في إحدى أذنيك أوكلتيهما. والضوضاء التي تسمعها عندما تكون مصابًا بطنين الأذن ليست ناتجة عن مصدر خارجي ولايستطيع الأشخاص الآخرون سماعها غالبًا،وطنين الأذن مشكلة شائعة؛فهو يصيب نحو 15 إلى 20% من الأشخاص، ويكون أكثر شيوعًا بين البالغين الأكبر سنًا، ويحدث طنين الأذن عند العديد من الأشخاص نتيجة لأحد الأسباب التالية:
– فقدان السمع ويحدث هذا مع التقدم في العمر أوعند التعرض بانتظام لأصوات عالية-فيمكن أن “تتسرب” نبضات كهربائية عشوائية إلى الأذن،مما يسبب طنين الأذن، وأيضاً التهاب الأذن أو انسداد قناة الأذن،كما أن إصابات الدماغ أوالرقبة يمكن أن تحدث طنين بالأذن،وكذا بعض الأدوية قد تسبب طنينًا أوتجعله أكثر سوءًا،مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية وبعض المضادات الحيوية وأدوية السرطان وحبوب الماء (مدرّات البول) ومضادات الاكتئاب.
سرحان: الإرهاق والتوتر ومشكلات النوم والصداع من مسببات الطنين
الوقاية من الطنين
أما عن المضاعفات؛ فيقول د.نبيل سرحان: يؤثر طنين الأذن على الأشخاص بطرق متباينة،وبالنسبة إلى بعض الأشخاص،يمكن أن يؤثر طنين الأذن بشكل كبير على جودة الحياة،وإذا كنت مصابًا بالطنين،فقد تشعر أيضًا
بالإرهاق والتوتُّر،مشكلات النوم،الاكتئاب،القلق وسهولة الاستثارة،حالات الصداع، مشيراً إلى أنه في كثير من الحالات،يكون طنين الأذن ناتجًا عن شيء لا يمكن تجنبه، ومع ذلك يمكن اتخاذ بعض الاحتياطات التي تساعد على منع حدوث أنواع معينة من طنين الأذن،كاستخدام أدوات واقية للسمع،ومحاولة تقليل التعرض للأصوات العالية،وإذا لم تستطع تجنب الأصوات العالية،فاستخدم واقيًا للأذن للمساعدة على حماية السمع لديك،معالعناية بصحة القلب والأوعية الدموية،من الممكن أن يساعد الانتظام في مارسة التمارين،وتناول الأطعمة الصحية،واتخاذ الخطوات الأخرى اللازمة للحفاظ على صحة الأوعية الدموية على منع طنين الأذن المرتبط باضطرابات السِمنة والأوعية الدموية،وتقليل تناول المشروبات الكحولية والكافيين والنيكوتين،ومن الممكن أن تؤثر هذه المواد، خصوصًا عند استخدامها بكثرة،في تدفق الدم وتسهم في حدوث طنين الأذن، وينبغي استشارة الطبيب في أقرب وقت ممكن في حالة إصابتك بفقدان السمع أو دوخة مصاحبة لطنين الأذن، إصابتك بالقلق أوالإكتئاب نتيجة لطنين الأذن.
العلاج المناسب
ويكشف الاستشاري المختص بالحمادي أن علاج مشاكل نقص السمع يكمن (باستخدام جهاز تقوية السمع على سبيل المثال) فهو يساعد على التخلص من الطنين عند نصف المرضى تقريبًا، كما قد يكون من المفيد علاج الشدة النفسية وغيرها من الاضطرابات النفسية(مثل الاكتئاب)يشعر الكثير من الناس بالاطمئنان إذا علموا أن طنين الأذن لديهم ليس ناجمًا عن اضطراب خطير،وهناك العديد من الطرق التي تساعد المريض على التعايش مع الطنين،وإن كانت القدرة على ذلك تتفاوت من شخص لآخر. ومن الملاحظ أن الكثير من المرضى يجدون بأن إضافة صوت في الخلفية يساعد على إخفاء صوت الطنين، ويساعدهم بالتالي على الغرق في النوم،وقد يلجأ بعض المرضى إلى تشغيل بعض الموسيقى،كما يلجأ بعض المرضى إلى استخدام جهاز إخفاء الطنين،وهو جهاز يرتديه المريض تماماً مثل جهاز تقوية السمع،ويعمل على إصدار أصوات مستمرة ومحايدة في الوقت ذاته.
*د.أحمد قعقع
*د.نبيل سرحان