27 يوليو 2023
“نص خبر”- وكالات
بعد معاناة مع الوحدة والاكتئاب إثر انتحار ابنها البالغ 17 عاماً قبل 18 شهراَ، أعلن صباح اليوم الأربعاء عن وفاة المغنية وكاتبة الأغاني الآيرلندية، سينيد أوكونور عن عمر يناهز 56 عاما.
وأعلنت عائلة أوكونور في بيان موجز، عن وفاة فنانة وناشطة بقيت في دائرة الضوء، حيث اشتهرت برأسها الحليق وصوتها الشرس والمعبر، إضافة إلى آرائها الجدالية حول عدد من القضايا.
وجاء في البيان “ببالغ الحزن نعلن وفاة حبيبتنا سينيد.. عائلتها وأصدقائها مدمرون ونطلب الخصوصية في هذا الوقت الصعب للغاية”، ولم يذكر البيان سبب وفاة المغنية.
مسيرة صاخبة
لم تكن مسيرة سينيد الفنية تشبه حياتها، هي القادمة من طفولة بائسة، وأسرة مفككة، وأربع زيجات فاشلة، إذ أنّها تغلبت على التداعيات النفسية التي تركها تراكم التجارب الحياتية، لتقدّم فناً رسخ في ذهن جمهور عريض.
برزت أوكونور، التي بدأت مسيرتها الموسيقية بالغناء في شوارع دبلن، بعد نجاح ألبومها الأول “الأسد والكوبرا”، الذي أصدرته عام 1987، قبل أن تقودها أغنيتها الأشهر “لا شيء يقارن بك” لتصدر الساحة الغنائية العالمية في بدايات التسعينيات.
وترشحت النجمة الآيرلندية لمجموعة من جوائر الغرامي في 1991، قبل اختيارها في السنة الموالية “فنانة العام”، من قبل مجلة “رولينغ ستون”.
وأصدرت الفنانة التي ولدت عام 1966، في جنوب دبلن، 10 ألبومات، آخرها ألبوم “I’m Not Bossy, I’m the Boss”، الذي صدر عام 2014، غير أن نجاحها اقترن بأعمالها الموسيقية التي أصدرتها في بداياتها.
كونور في الصحافة العالمية
رغم أنّ أخبارها لم تعد تتصدّر منذ فترة حين اختارت العزلة، إلا أنّ خبر وفاتها كان مدوياً. كيف رحلت هذه الفنانة المغمّسة بالحزن وهي لم تتعافَ بعد من صدمة رحيل ابنها؟ هل أنهت حياتها بيدها؟ هل خذلها قلبها؟ لا معلومات حتى الساعة تخبرنا ما حصل.
الصحف العالمية واكبت خبر الرحيل، كتبت صحيفة “الغارديان”، أن أوكونور فنانة اشتهرت بصوتها النقي، المقترن بقدرات استثنائية في كتابة الأغاني التي أثارت وجهات نظرها حول السياسة والروحانية والتاريخ والفلسفة.
وأفادت أسوشيتد برس”، بأن الراحلة، عرفت بـ”صراعاتها الخاصة وأفعالها الاستفزازية، بقدر ما اشتهرت بموسيقاها الشرسة والمعبرة”.
نعي رسمي
نعى رسميون من إيرلندا الفنانة الراحلة، وأعرب رئيس الوزراء الآيرلندي، ليو فارادكار، عن حزنه لخبر وفاتها، قائلا: “كانت موسيقاها محبوبة في جميع أنحاء العالم وموهبتها لا نظير لها، تعازي عائلتها وأصدقائها وكل من أحب موسيقاها”.
من جانبه، قال السياسي الآيرلندي، مايكل مارتن، إن “آيرلندا فقدت واحدة من أعظم رموز الموسيقى، مضيفا: “قلوبنا مع أطفالها وعائلتها وأصدقائها وكل من عرفها وأحبها.”
وصرّح المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في آيرلندا، كولم أوغورمان، إن قلة من الفنانين فقط، حققوا مثل هذا التأثير الاجتماعي والثقافي، مضيفا: “يا لها من خسارة.. خالص التعازي لأطفالها وعائلتها وكل من أحبها “.
مواقف مثيرة للجدل في حياة أوكونور
أشارت الغارديان، إلى أن من أبرز الحوادث في حياة أوكونور، تمزيقها صورة للبابا يوحنا بولس الثاني، خلال مشاركتها في برنامج تلفزيوني مباشر، عام 1992، وتلقت على إثرها تهديدات بالقتل، ومقاطعة عدة محطات إذاعية لأغانيها.
وخلال مشاركتها في برنامج “ساترداي نايت لايف”، أدت أوكونور أغنية “حرب” لبوب مارلي، للاحتجاج ضد الاعتداءات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية، قبل أن تخرج صورة ليوحنا بولس الثاني بينما كانت تغني كلمة evil (شيطان)، وتقوم بتمزيق الصورة لعدة قطع وقالت “حاربوا العدو الحقيقي”، وقامت برمي القطع بإتجاه الكاميرا.
وفي عام 2021 نشرت مذكرات بعنوان “ذكريات”، تعود فيها بالتفصيل إلى مسارها الحياتي، بدءا من الإشارة إلى معاناتها من المعاملة السيئة لوالدتها، وسنواتها الدراسية المضطربة، هوسها بالسرقة، وصولا إلى حياتها في مرحلة النجومية ومعاناتها مع الانفصال واعتلال صحتها العقلية.
اعتناقها الإسلام
وميز الدين والتجارب الروحانية حياتها، حيث وشمت على ظهر يدها وشما يحمل كلمات “أسد يهوذا سوف يكسر كل سلسلة”، وعلى صدرها أيضا وشم كبيرة لصورة يسوع، وعلى رقبتها اقتباسي إنجيلي آخر: “كل شيء يجب أن يمر”، وكانت في أواخر التسعينيات تقول إنها تريد أن تعرف باسم الأم “برناديت ماري”.
وفي عام 2018، أعلنت الفنانة الآيرلندية اعتناقها الإسلام وغيرت اسمها إلى “شهداء”، لكنها واصلت الأداء باسمها الأصلي، وظهرت في لقاءات صحفية، مرتدية الحجاب.
وعانت الراحلة خلال آخر سنوات عمرها من مشاكل صحية عقلية وجسدية، حيث كانت تشارك تفاصيل من حياتها على منشورات على منصات التواصل الاجتماعي، بنبرة تتباين بين الحزن والسخرية، بحسب “الغارديان”.
وحصلت سينيد، بداية هذا العام، على الجائزة الإفتتاحية للألبوم الأيرلندي الكلاسيكي في حفل جوائز “RTÉ Choice” للموسيقى.