“دراما رود” مواهب واعدة في التمثيل والسيناريو… الحلّ في الفن

وسام كنعان- دمشق

10 أغسطس 2023

نقرأ في تاريخ الفن بأن معلّم التمثيل الأوّل في العالم ستانسلافسكي خاض تجارب إخراجية مسرحية عدة، مع فرق هواة. كانت تجربته الأبرز في ذلك المجال تقديمه للمرة الأولى على خشبة روسية، نص «ثمار التنوير» من تأليف تولستوي، كما أنه مسرَح نص دوستويفسكي «سيلا ستيفانشيكوف»

فيما منح وقتاً كبيراً للممثلين الشباب كي يعلّمهم فن التمثيل بأصول حديثة قلبت مفهوم التمثيل، من المباشرة، والمبالغات الاستعراضية، والعرض البرّاني السطحي والانفعالي للعواطف والمواقف، إلى تعبير داخلي ينبع من الروح. هكذا، أرست قواعد صاحب «حياتي في الفن» أثراً على نجوم التمثيل في العالم على رأسهم الراحل مارلون براندو. هناك من آمن بهذا الفكر في سوريا، وراح يمنح وقته للمواهب الشابة والهواة، خاصة أنه حتى اليوم تفتقر البلاد المنتجة للدراما للأكاديميات المتخصصة في فنون عدّة! على سبيل المثال، ليس هناك معهد يدرّس أصول السيناريو ويقتصر تعليم هذه المادة على ما يدّرس في «المعهد العالي للفنون السينمائية». قبل سنوات افتتحت أستاذة المعهد رانيا الجبّان مركز «دراما رود» لإطلاق دورات في التمثيل والإخراج والسيناريو وسمّتها «دراما رود». لم يكن هناك أفضل من صديقتها المخرجة رشا شربتجي لتشاركها الإدارة وتشرف على الدفعات في دورات تدريبية نظرية مع الراغبين في التعليم ومن ثم تنتقي من بين الخريجين الأفضل لتمنحهم فرصاً مهمة وقد خرّج المعهد دفعات عديدة ملفتة على مستوى المواهب الواعدة!

أول من أمس دعت إدارة المعهد إلى حفل عشاء لتخريج دفعة من الطلاب في قسمي السيناريو والتمثيل وكانت «نص خبر» حاضرة. الحفل اتكأ على شهادات مسرحيين وكتاب وممثلين متخصصين أمثال: جواد الأسدي وفايز قزق وريم حنا، حكوا عن أهمية التجربة وعمقها المعرفي وإمكانية رفد الصناعة السورية الأبرز بطاقات شابة ومواهب واعدة

حفل التخرج الذي أقيم في أحد مطاعم دمشق القديمة، واقتصر على توزيع شهادات التخرج حضره مجموعة نجوم سوريين بينهم: عباس النوري،  فايز قزق، ووائل شرف، ورنا شميس، وصفاء سلطان وعلي صطوف، وعلا باشا، والكاتب أسامة كوكش، وآخرون.

في حديثها مع «نص خبر» تقول مدير معهد «دارما رود» رانيا الجبان: «هذا العام كانت الظروف صعبة للغاية خاصة على المستوى اللوجستي والاقتصادي. التبدل الهائل بالأسعار وارتفاعه الجنوني إضافة للظرف القلق الذي تعيشه البلاد، كلّه كان له أثراً سلبياً علينا، لكن ما عوّض هو أداء الطلاب وإمكانياتهم المبشرة وتفاعلهم مع الحالة النظرية والأكاديمية بطريقة عملية تقارب الاحترافية. وهو ما يخلق حافز حقيقي للاستمرار، إضافة إلى الإقبال الحقيقي والثقة التي تركها معهدنا عند الناس» تشرح الجبان وتضيف: «كما أطلقنا وعداً منذ بداية مشروعنا بأن نبتعد عن الأهداف التجارية ونجرّب قدر الإمكان تبسيط المطالب المادية، وعدم إرهاق الطالب، ومحاولة المشي بثبات نحو تكريس مؤسسة أكاديمية بأصول وقواعد ثابتة، وهذا ما نحرص عليه. رغم السعار الذي يسطو على سوريا من ناحية الغلاء، إلا أننا نجرب أن نستمر بدون غايات تجارية تباركنا جهود مخرجة مكرسة ومرموقة مثل رشا شربتجي التي تتحمل الكثير من الأعباء برغبة منها لإنجاح المشروع واستمراره»

قد يعجبك ايضا