خالد خليفة: لست مؤمناً بأنني كاتبٌ كبير ولم أسمح لأحد أن يخدعني في هذا

10 مايو 2023

حاوره: هاني نديم

لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة.. الموت عملٌ شاق.. مديح الكراهية.. لم يصلّ عليهم أحد! من يقرأ هذه العناوين دون أن يعرف خالد خليفة سيقول: أية قسوة تلك. وفي حقيقة الأمر ناقل القسوة هو أكثرهم رقة. خالد خليفة الروائي السوري الذي لم يغادر دمشق في “عجرها” و”بجرها”، تحت القصف وفوق الخوف والرعب وبمحاذاة الفوضى والتخوين والتقارير الأمنية.. يطول عنه الكلام وكذلك عن منجزه الأدبي الذي ترك بالغ الأثر في المشهد السوري والعربي. اقتنصت منه هذه الدردشة: 

  • أول سؤال يتبادر إلى ذهني هو: لماذا بقيت في دمشق، تسافر  إلى كل العالم وتعود وكأنك تركت فيها ما لا يترك.. لماذا لم تستثمر امتيازاتك ككاتب كبير؟

– لا أخفيك بأن هذا السؤال أصبح يزعجني، كأنه من الطبيعي للبشر أن تترك بلدانها، أعرف وأؤمن بأنه أغلب الذين تركوا سوريا كانوا مجبرين على هذا الهجر، وكل من استطاع البقاء رغم شبه استحالة البقاء كان سعيداً لأنه استطاع البقاء. بالنسبة لي حاولت التمسك بفكرة البيت، الطفولة، مقبرة العائلة، رائحة البلاد، وفكرة بأن من يهجروننا ويسعون لتهجيرنا هم الذين يجب أن يتركوا البلاد ويرحلوا تاركين البلاد لأهلها ليبكوا براحتهم على حكايتهم التراجيدية التي لم تتكرر في التاريخ.

 أما عن استثماراتي وككاتب كبير، لست مؤمناً ولم أصدق لحظة بأني كاتب كبير، ولم أسمح لأحد أن يخدعني في هذا الأمر، وعن الاستثمار من الأفضل ألا أفعل، لن تصدق لو سردت لك حكاياتي مع الاستثمار المادي منه والمعنوي. طوال عمري كنت رجل الخسارات ولم يحدث مايغير هذا بالنسبة لي، لا أعرف ولا أريد أن أعرف كيف يكون الاستثمار.

 

  • تشغلني الرواية السورية دوماً، كيف بدأت وأين صارت، أنا لا أعرف! هل لديك جواب لي؟ ما قراءتك للمشهد الروائي السوري؟

– الرواية السورية اليوم في وضع متراجع كثيراً عن وضعها قبل عشر سنوات أو عشرين سنة، نحتاج على الأقل لعشرة كتاب شباب جيدين ليستطيعوا أن يفرضوا الرواية السورية ويسدوا ثقوبها. لكن هذا العدد غير متوفر . أنا أْعرف بضعة أسماء حتى الآن من أجيال مختلفة لكنهم جميعا تحت الأربعين وهم راهيم حساوي ونغم حيدر وغفران طحان وسومر شحادة ويسر برو أصغرهم القادم حالياً بعمله الأول. أعتذر إذا نسيت، والنسيان آفة أعاني منها، لكن الرقم مهما كبر لن يصل إلى العشرة كتاب الذين يمتلكون مشاريع يدافعون عنها ويعملون بجدية من أجلها.

المشهد الروائي السوري اليوم كأنه يستعد لحدث كبير لكنه لا نعرف متى وأين سيولد ويتشكل هذا الحدث الكبير.

الحياة بالنسبة لي وقت فائض يجب صرفه، أحب أن أقضي عمري قريباً من فن الكتابة والرسم،

 

  • ما مشروع خالد خليفة، لماذا يكتب بهذا الدأب والصبر والمعاناة؟

– مشروعي بسيط جدا أن أتعلم الكتابة، أحاول تعلم المزيد عن الكتابة، الحياة بالنسبة لي وقت فائض يجب صرفه، أحب أن أقضي عمري قريباً من فن الكتابة والرسم، عيشاً وانتاجاً وتذوقاً.

 

قد يعجبك ايضا