17 سبتمبر 2023
بيروت- لارا السيد
كالأطفال مهما كبرنا، نحتاج الى “جرعة” محبة تكون محفزة لنا للبقاء على قيد الأمل بأن “بكرا أحلى”، فكل منا لديه ما يكفي من هموم تجعله يغرق فيها الى حد فقدان “الشهية” على ما تبقى من عمر لا يُزهر إلا إذا سقيناه بعزيمة لتخطي الصعاب، والتغلب على “نخز” أوجاع تصادفنا في يوميات لا تخلو من “نكد” يتسلّل الينا من يأس أو احباط.
بين الوجوه والنفوس.. خيط رفيع تفضحه نظرة أشبه بمرآة تعكس ما يختلجه داخل كل انسان من خفايا، يداريها عن محيطه للهروب من تحليلات وتساؤلات تخترق خصوصيته، ليمشي مع قدره في طريق يترنح بين صعود ونزول كما مع الأفراح والأتراح، ويخفي ما يريد، ويُظهر الى العلن ما يتناسب مع صورته “المرصودة” بين الواقعين الافتراضي والمعيوش، فلكل فرد معياره في “دوزنة” المجهول من حياته كما المعلوم، إلا أن نفحة السعادة هي الوحيدة القادرة على تعديل “مزاج” عكّرته هموم الحياة.
في لغة الإبتسامة “بلسمة” لجراح عميقة تمحوها ضحكة صغيرة قادرة على اختراق جدار الألم، لترسم على تعابير متلقيها لوحة من فرح، فتتمكن لبرهة من كسر “روتين” الملل، وتطير بمن تلقفها الى لحظة أمل، وترسم على شفتيه تعابير بهجة، فتمر لبرهة، لتعبر وتُبدّل ملامحه الى الأجمل.
تأتي عبارة “تهادوا تَحَابُّوا” لتحثّنا، ليس على التهادي المادي فحسب، بل على المودة والحب و”تهادي” الكلمة الطيبة والرأفة ببعضنا البعض، وما أحوجنا اليوم لنكون “لطفاء” في تعاطينا اليومي مع من يشاركوننا رحلة عمرنا لنُخفّف عن كاهلنا الضغوط التي تحاصرنا من كل حدب وصوب، وعسى أن ننتهج قاعدة “تهادوا.. بابتسامة!”، لنروي يومياتنا بماء المحبة.