بعد رحيل رائدة المسرح إيميه بولس.. ريما الرحباني: سجنت في منزلها والخذلان قتلها

17 أغسطس 2023
“نص خبر”- بيروت
رحلت قبل يومين رائدة المسرح والحركة الثقافية في لبنان إيميه بولس، التي أسست مسرح “مونو” الشهير ودعمت الحركة الفنية خلال فترة الحرب، وخرّجت طلاباً مسرحيين من خلال عملها الأكاديمي، كما ساهمت في إطلاق الكثير من الفنانين.
كان يمكن لخبر رحيل بولس أن ينتهي بنعوة، وكلمات رثاء وثناء على ما قدّمته للحركة الثقافية، غير أنّ المخرجة ريما الرحباني، التي تتلمذت على يد بولس، وربطتها بها علاقة وثيقة، كشفت أنّ الراحلة غادرت الدنيا وفي قلبها غصّة كبيرة، وأنّها قضت أيامها الأخيرة سجينة غرفة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة، كما كشفت أنّ الفنانين خذلوها في رحلة الوداع.
في منشور لها على الفايسبوك، كشفت المخرجة ريما الرحباني التي كانت تربطها علاقة وثيقة بمعلمتها إيميه بولس، أنّ هذه الأخيرة عاشت سنواتها الأخيرة بظروف سيّئة جداً، وأنّها سجنت في غرفة بدون تكييف، وأنّ الفنانين الذين أطلقتهم تخلّوا عنها.

كانت تشعر بالاختناق

وقالت إنّ بولس رحلت من الدنيا وهي تشعر بالأسى، وقالت ريما إنّها لم تكن تعاني صحياً بل كانت معاناتها نفسية من السّجن التي قالت إنّه فرض عليها رغماً عنها في منزلها، حيث كانت تشعر بالاختناق بحسب ريما.
وتساءلت ريما “كيف فيك تزرب إنسانة كلّا حيويّة وقضّت حياة مليانة شغل وإجتماعات واجتماعيّات ومحاضرات وإبتكارات ومساعدات…. إنسانة بِتْشِع حيويّة وما بتهدى لحظة! فجأة يفرضوا عليها تنزرب بالبيت بأوضة معتمة بتغبّب عا القلب بلا تبريد بهيك شوبات وبلا ضو بهيك عتمات”.
وأعربت ريما عن غضبها الشديد من أولاد بولس، وتساءلت لماذا يقال إنّ الزواج والإنجاب أفضل إذا كانت النتيجة ستكون على هذه الشاكلة؟

وداع لا يليق بالراحلة
ريما التي ذهبت إلى الكنيسة لوادع معلمتها، فوجئت بحجم المشاركة القليل للفنانين، وبالكنيسة التي اختيرت لوداعها، وقالت إنّها صدمت “بواقع مرير إنّو ما في دومري موجود لا من تلاميذا ولا من كل هالأفواج اللي خرّجتهن ولا من اللي نصّبتهن اساتذة ولا من عدد الفنانين والسينمائيّين والمُخرجين المُخرّجين ولا من اللي قتلت حالا تا تطلقهن! واللي مشّتهن غصب عن الطبيعة عا السجاد الأحمر بـ كان – ياما كان – بِ دعم غير مسبوق من مدير ومسؤول جامعي لتلميذو”.
وتساءلت ريما أين الفنانين والأساتذة والتلاميذ الذين للراحلة أفضال عليهن؟ وكتبت “وينكن يا إستغلاليين ووصوليين ويا بلا وبقوة ويا عديمي الأخلاق”.
وتوجّهت بغضبها الأشد إلى أولادها الذين قالت إنّهم يحترموا والدتهم في حضورها ولا في غيابها، ولا احترموا وصيتها أن يكون لها وداع لائق.
وقالت إنّها كانت حزينة لرحيل بولس لكنّها اليوم تشعر إنها في مكان أفضل.
إيميه بولس في سطور
تعتبر إيميه بولس من رائدات الحركة الثقافية والمسرحية في لبنان، حيث ساهمت في استمرار عجلة المسرح في البلاد أيام الحرب الأهلية.
أسّست “الجمعية اللبنانية لتطوير الثقافة”، التي رأسها الرئيس الأسبق لجامعة القديس يوسف الأب سليم عبو، من خلال لقاءات مع مجموعة مثقفة في دارتها، تبعها تنظيم سلسلة محاضرات وندوات عن المسرح والسينما وصولاً إلى إنشاء نوادٍ لكلّ منهما، ما مهّد فعلياً لدفع الأب عبو إلى تأسيس معهد الدراسات السمعية البصرية والسينمائية في جامعة القديس يوسف (IESAV)، وكانت بولس مديرته ومشاركة رئيسية في انطلاقته.
مغامرة بولس الثانية كانت تأسيس مسرح مونو حيث نجحت في جمع مواهب عدّة لإطلاق مسرح وسط الحرب ة في لبنان.
أما مغامرتها الثالثة فكانت تأسيس “مؤسسة سينما -لبنان” لتعزز الصناعة المحلية، وإجراء اتصالات لمشاركة بعض الطاقات في مهرجان كانّ السينمائي الدولي، وذلك في العام 2005.

قد يعجبك ايضا