ننطلق بسم الله والأوطان والإنسان – رئيس التحرير

في عصر الوفرة والكلام الكثير، سيكون الاختلاف على مساحة الصمت، والامتياز في المسكوت عنه. إن الصحافة في تهديد حقيقي وسط هذا اللغط الهائل وانفلات المحتوى من بين يدي المختصين، وانتقاله لكل من يمتلك كاميرا على جواله!

لقد أصبح الفضاء الرقمي ملوثاً بمفهوم توظيف المحتوى للثراء السريع وأخبار العلاقات العامة والأخبار المزيفة وصحافة السوبرماركت والرداءات؛ إن فكرة الحصول على الأموال السهلة من خلال بثوث ومحتويات هابطة قد خطفت الصحافة الذكية واللامعة والتي تهمّ الناس، وكل محاولة في سبيل استرداد الصحافة الحقيقية من هذا المنعطف الخطير، هي محاولة نبيلة دون أدنى شك.

إننا في “نص خبر” نخوض غمار ومغامرة الكتابة الملتزمة بالمهنية الصحافية ضمن مدونتها الأخلاقية والأكاديمية، نتحقّق ونستقصي ونختزل المحتوى ليكون “كبسولة” تعزز مناعة القراء ضد المحتويات التي لا تقول شيئاً واللاهثة وراء التريند وعدّاد القراءات كيفما اتفق وتحت أي بند، دون أن نفقد جاذبية القراءة ومتعة المعرفة والمشاركة في صناعة المشهد المنشود للمفكرين والكتّاب والاقتصاديين والفنانين ممن حملوا شعلة التنوير.

أيضاً؛ نقدّم هنا رؤيةً جديدةً من المحتوى التشاركي، فاتحين أبوابنا ونوافذنا وقلوبنا لكل كتّاب وصحافيي الوطن العربي، مرحبين بموادهم وأخبارهم وآرائهم، ومساهمتهم في مختبرنا الصحافي، بموادٍ مكتوبة أو مصورة لعرضها عل منصتنا.

أخيراً، ها نحن نتقدّم إلى المشهد واعدين قرّاءنا بمواد حيوية ومهمة وملهمة، آملين وحالمين بفضاءٍ جديدٍ يشتقّ ويستحق مكانته وقيمته وسط كل هذا الزحام.

تقول الصحافية الكبيرة ريبيكا ويست: “إن أكبر تحدٍ تواجهه الصحافة هو ملء الفراغ، ولكن لنتأكد من أننا لن نملاً هذا الفراغ بفراغٍ أخر”. نرحّب بكم ونبدأ بسم الله والأوطان والإنسان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.