انطلاق أعمال مؤتمر الأدباء السعوديين.. آمال وطموحات

8 سبتمبر 2023

نص خبر – وكالات

تنطلق أعمال مؤتمر الأدباء السعودي في دورته الثالثة اليوم الجمعة، بتنظيم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، لبحث الرؤى العصرية التي تحلل الواقع الأدبي، وتستشرف أبعاد مستقبله، وتمدّ جسور الحوار المتواصل مع صناع المحتوى الأدبي والفكري وآفاق تطوير المجالات الثقافية.
وتستضيف جمعية الأدب في منطقة حائل السعودية، ملتقى الأدباء في دورته الثالثة، بالتزامن مع إطلاق رؤيتها الجديدة ومنظومتها البرامجية لهذا العام، حيث يضم جدول أعمال الملتقى لقاءات حوارية ونقدية تناقش الموضوعات الراهنة، وتبادل الآراء بشأن الشراكات الأدبية ومستقبل تطويرها.
مضى على تأسيس هذا المؤتمر نصف قرن، ولكنه يعقد اليوم للمرة الثالثة تحت جناح هيئة الأدب والنشر والترجمة،  ليعود بحلة جديدة تحاكي عصر الرقمنة والتطورات الكبيرة في بنية الثقافة حول العالم. وقد كان من ثمرات نشأته القديمة تأسيس الأندية الأدبية في المملكة إلى جانب طباعة الكتب وفتح الملاحق الثقافية، للندوات الحوارية، والمعارك الفكرية، والأدبية، معززة دور الوعي العام بالتدافع الثقافي بين التقليدي والحداثي.

واليوم يستمر في دوره بتعزيز دور النخب الثقافية في المشهد المحلي والإقليمي والدولي. وفي هذا السياق صرح الناقد الدكتور عبدالله الغذامي في حديث له لصحيفة «عكاظ» أنه حين فاتحه الدكتور صالح زياد، ودعاه لإلقاء كلمة افتتاح مؤتمر الأدباء في حائل اليوم (الجمعة)، ترك الأمر له مفتوحاً لاختيار صفة الكلمة، إلا أنه تفاجأ حين نشروا برنامج الحفل وفيه كلمة له وصفت بأنها كلمة الأدباء، وهنا تبعثرت أفكاره كما قال وارتعب حقاً، إذ تصور نفسه متحدثاً باسم الكل، خصوصاً الأساتذة الأدباء والأديبات، وكل واحد منهم ومنهن كينونةٌ فكرية ومعنوية قائمة بذاتها، ولها مكونها الفردي الذي هو شرط للإبداعية، مؤكداً أنه، وحتى لحظة مهاتفتنا له، وهو لا يزال تحت طائلة التوبيخ الذاتي، وكيف له أن يدّعي؛ أن أي قول له؛ هو قول يقوله الكل، في حين يعي الغذامي تمام الوعي أن هذا افتراضٌ ليس خاطئاً فحسب، بل هو محال، وقال قررتُ ألا أتكلم حتماً وقطعاً باسم أي أحد، وسيكون كلامي رؤية ذاتية تمثل نظاماً تفكيرياً؛ الذي سأشرح فيه موقفي من المؤسسة الأدبية بوصفها قوة ترسخت على مدى أزمنة وأسماء وتواريخ ومنجزات أصبحت بمثابة الجبال الراسخة، وكيف لنا، ونحن على مشارف منعطف جديد، أن نختار بين أن نحمل تلك الجبال فوق ظهورنا، أو أن نتنكر للحمل الثقيل ونبدأ مشوراً جديداً..

ورحّبت جمعية الأدب بالمشاركين من أدباء ومثقفين سعوديين للانخراط في حلقة نقاشية وبيئة تستثمر في الأفكار والآراء لتحديث ودعم وتعزيز الحركة الأدبية السعودية، وأوردت في منشور ترحيبي على حساب الجمعية في منصة (X) أن ذِكر منطقة حائل بتاريخها وتراثها، يذكّر بقيمتها في التراث العربي بوصفها حاضنة للأدب والشعر «وفي حاضرها زخم القصيد، حكى عنها امرؤ القيس، وغازلها الأشهب بن رميلة، واختلى بجبالها المتأمّلون والرحّالة، وحتى آن غير بعيد، شهد القرن الماضي في أحضانها حلقات العلم والتعليم، وخبأت مكتباتها مخطوطات علمية ثمينة».

وقالت الجمعية إن لقاء كوكبة الأدباء السعوديين للنقاش حول مستجدات المشهد الأدبي والثقافي السعودي، يساهم في العبور نحو رؤى عصرية تحلل الواقع وتخدم الأدب وتستشرف أبعاد المستقبل، مشيرة إلى أن الملتقى سيحتفي ضمن جدول أعماله بقيمة الشعر العربي وقضاياه ودوره بصفته نوعاً أدبياً عريقاً في الأدب العربي، وذلك بالتزامن مع تسمية هذا العام «الشعر العربي في السعودية».

يترقب المثقفون تحقيق قدر مأمول من هذه الملتقيات والأخذ بالتوصيات التي تصدر عن تجارب المثقفين وهمومهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.