18 سبتمبر 2023
حاوره: هاني نديم
لا يبدأ الحديث مع الشعراء، إنه يتولّد وينتشر كالعبير، لا يبنون جملهم بقدر ما يفككون الصمت، هكذا يفعل السيد العديسي الشاعر المصري الصعيدي الذي يتفنن في ما يصمت عنه كما يفعل في ما يتكلم.. السيد العديسي الشاعر الفارق في ضيافة نص خبر اليوم.. سألته:
- أبدأ من الصعيد الذي دخل إلى معجمك وروحك الشعرية والبنيوية بكاملها، حدثني عن المكان وفيوضه، وماذا يعني أن يكون الشاعر من الصعيد؟
– أنا ابن صعيد مصر العليا، وفي الصعيد حيث نشأت ليس هناك وسائط تدعمك في التعامل مع الطبيعة، فالعلاقة بينك وبينها دائما مباشرة.. هذه المباشرة مع الوقت تتحول إلى نوع من الحميمية، حتى صراعك معها، ستفتقده في أوقات ما وتحن إليه. ومن رحمها ستخرج لغتك..
“أن تنشأ في صعيد مصر، يعني ببساطة أن تعتني بالكلمة، ان تكون مسؤولا عنها.. تهذبها.. تربيها، وتجعل تنشئتها صالحة. هي إرثك الوحيد، وامتدادك الباقي.
البعض يربي البهائم لتساعده على المعيشة، والبعض يربي الأبناء لتسنده وتقوي ظهره، لكن الجميع -بلا استثناء- هناك عليه أن يربي الكلمة”.
الصحافة عبء ثقيل على الشاعر، وبسبب الصحافة ضاعت أفكار ومشاريع شعرية كثيرة. فهي تستنزفك إن لم تنتبه، تقتل بداخلك رفرفات الشعر فكن على حذر..
- عن المشهد الشعري الجديد، في مصر والوطن العربي، كيف تصف الشعر اليوم؟ وهل أثرت وسائل التواصل عليه سلبا إم إيجابا؟
– أنا لست عضوا فاعلا في الوسط الثقافي، بعيد تماماً عن أحداثه، ليس لي علاقة به إلا من خلال الشعراء الذين تربطني بهم الصداقة، كما أنني لا أتعامل مع المؤسسة الثقافية لاعتبارات عديدة تخصني، كما لا أناصب أحداً العداء..
في رأيي الشعر أبسط مما يظن البعض، وأجمل مما يرى البعض. الشعر يكون حيث الجمال، حين نبتسم وحين نندهش، وحين نصيح من فرط المتعة فنقول: الله
الصحافة هي مصدر الرزق القريب من الشعر، ورغم ذلك دائما تكون عبء ثقيل على الشاعر، وبسبب الصحافة ضاعت أفكار ومشاريع شعرية كثيرة. فهي تستنزفك إن لم تنتبه، تقتل بداخلك رفرفات الشعر فكن على حذر..
الصحافة عبء لكنها اليد الأقرب التي تمتد إليك وسط ضباب هذا العالم فامسك بها لتنجو وكن حريصا على الشعر.
- ثمة طفولة عجيبة بنصوصك، وكأنك ترفض هذا العالم الجديد الواسع، بودي أن أعود للبدايات معك والنشأة.. حدثني عنك خارج النص.. الأصدقاء البلاد الأهل والمباهج والأحزان..
– أصدق ما فينا الطفل، وأجمل ما فينا الشعر، وأنا حين اكتب الشعر بروح الطفل وإحساسه، أحاول أن أصل لمعادلة مفادها أن الأصدق يقول الأجمل..
ربما يضفي هذا بعض الصدق والجمال في هذا العالم.