17 سبتمبر 2023
المرجان هي حيوانات تسمى البوليبات توجد في الغالب في المياه الاستوائية. و يشكل البوليب ذو الجسم الناعم غلافًا خارجيًا صلبًا عند استخراج كربونات الكالسيوم من البحر. وبمرور الوقت، تتراكم هذه الأصداف الصلبة لتشكل أساسات الشعاب المرجانية التي نراها اليوم.
تغطي الشعاب المرجانية 0.2% فقط من قاع البحر، ولكنها توفر موطنًا لأكثر من ربع الأحياء البحرية. ومع ذلك، فإن هذه الكائنات حساسة للحرارة والتحمض، لذا في السنوات الأخيرة، ومع ارتفاع درجة حرارة المحيطات, أصبحت الشعاب المرجانية أكثر حمضية و عرضة للأمراض والموت حيث يتحول المرجان التالف إلى اللون الأبيض، وهي عملية تعرف باسم التبييض.
ووفقا للشبكة العالمية لرصد الشعاب المرجانية، فإن زيادة درجة حرارة المياه بمقدار 1.5 درجة مئوية يمكن أن تؤدي إلى خسائر تتراوح بين 70% و90% من الشعاب المرجانية في العالم.
ويعتقد بعض العلماء أنه بحلول عام 2070 سوف تختفي تمامًا. و تقول كاثي بيج من المعهد الأسترالي للعلوم البحرية (AIMS): “إن تغير المناخ هو التهديد الأكثر أهمية للشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم”.
وتتابع السيدة بيج: “إن أحداث التبييض الشديدة الناجمة عن تغير المناخ يمكن أن يكون لها آثار سلبية للغاية، وليس لدينا حلول جيدة حتى الآن”.
هذا و تتضمن جهود ترميم المرجان عادة زرع الشعاب المرجانية الصغيرة – المزروعة في مشاتل- على الشعاب المرجانية المتضررة.
ومع ذلك، قد يكون العمل بطيئًا ومكلفًا، ولا يمكن مساعدة سوى جزء صغير من الشعاب المرجانية المعرضة للخطر”.
لذلك, تم تأسيس شركة ناشئة تدعى Coral Maker بالشراكة مع شركة البرمجيات الهندسية Autodesk ومقرها سان فرانسيسكو لتسريع العملية بشكل أكبر. و قام باحثوهم بتدريب الذكاء الاصطناعي للتحكم في الروبوتات التي تعمل بشكل وثيق جنبًا إلى جنب مع البشر حيث يمكن للذراع الآلية تطعيم شظايا المرجان باستخدام أنظمة الرؤية.
يقول نيك كاري، كبير علماء الأبحاث الرئيسيين في شركة أوتوديسك: “تختلف كل قطعة من المرجان، حتى داخل نفس النوع، لذلك تحتاج الروبوتات إلى التعرف على أجزاء المرجان وكيفية التعامل معها”.
وتكون الخطوة التالية هي نقل الروبوتات خارج المختبر خلال الـ 12 إلى 18 شهرًا القادمة.
ومع ذلك، يوجد العديد من التحديات كالتعامل مع المرجان الحي الرطب بحذر باستخدام قارب متحرك، كما أن المياه المالحة قد تلحق الضرر بالإلكترونيات.
تقول عالمة AIMS كاثي بيج: “إن البقاء في الطليعة وتمكين الشعاب المرجانية من البقاء على قيد الحياة في مستقبل دافئ يتطلب استثمارًا كبيرًا في الوقت والمال ورأس المال البشري”.
نص خبر – بي بي سي