الحمل المديد.. نصائح وإرشادات

7 سبتمبر 2023 

 

 

 

 

 

 

 

 

د. فتاة بنت عارف نبعة*

 الحمل المديد (prolonged pregnancy) هو الحمل الذي يستمر إلى ما بعد الموعد المتوقع للولادة، يعني هو الحمل مابعد الـ٤٠ أسبوعاً، أما عبارة الولادة المتأخرة   ( post term ) فهي تطلق على الحمل الذي تجاوز ٤٢ أسبوعاً. ولنعلم أن نسبة الحمل المديد هي ١ من كل ١٠ حامل.

ما هي أسباب الحمل المديد؟
في الحقيقة الحمل المديد مجهول السبب ولا يوجد دليل أو أسباب معينة ولكن نلاحظ تكرار حدوثه عند نفس المريضة.

أما التغيرات الفيزيولوجية التي تترافق مع الحمل المديد فهي:
١- أولاً تغيرات تحصل بالسائل الأمنيوسي فغالباً ما ينقص مستوى السائل الأمنيوسي مع تقدم الحمل كما أن لونه يتغير وقد يتحول للون الأخضر ويعتبر هذا التغير من علامات الخطورة على الجنين
٢- ثانياً تغيرات تحدث للمشيمة حيث يزداد تكلس المشيمة وتنقص قدرتها على تأمين الغذاء الكافي للجنين وهذا مانسميه بشيخوخة المشيمة
٣- ثالثاً تغيرات تحدث على الجنين
وأهمها زيادة حجم الجنين والذي يترافق مع عسرة الولادة مع ما يرافقها من اختلاطات سيئة على الأم والجنين.

كيف يتم تشخيص الحمل المديد؟
أولاً، لا بد من التأكد من عمر الحمل لأنه أحياناً يتم تصنيف وتشخيص الحمل على أنه مديد ولكنه بالحقيقة ليس حملا مديدا، إنما التشخيص خاطئ، وهو ما قد يسبب دخول المريضة إلى المستشفى لإجراء مخاض اصطناعي وغالباً يفشل هذا المخاض ويتم إجراء قيصرية، لذلك أشدد على التأكد من عمر الحمل. وذلك عن طريق:

أولاً: من خلال التأكد من موعد آخر دورة شهرية شرط أن تكون هذه الدورة منتظمة لمدة لا تقل عن ثلاث أشهر قبل الحمل وعدم تناول حبوب منع الحمل قبلها.
ثانياً: وجود تصوير بالأمواج فوق الصوتية في الثلث الأول من الحمل – ويعتبر التصوير بالأشهر الأولى للحمل أكثر دقة وأقل نسبة خطأ وهذا يساعد كثيراً بتحديد عمر الحمل خاصة إذا كان التصوير بين (٨ الى ١٢ اسبوع حمل).

متى يتم إتخاذ قرار توليد المريضة بالحمل  المديد؟
كما ذكرنا أن الحمل المديد هو حمل بعد ٤٠ أسبوع وبالحقيقة ليس من الضروري توليد المريضة بعد ٤٠ أسبوع مباشرة في حال كانت حركة الجنين جيدة وكمية السائل الأمنيوسي جيدة ويكفي أن يتم إجراء تخطيط للجنين وتصوير ألتراساوند فإذا كانت النتائج طبيعية نستطيع الإنتظار إلى ٤١ أسبوع، بعض الدراسات القديمة تثبت أن المريضة تستطيع الإنتظار إلى ٤٢ أسبوعاً ولكن من خلال التجارب الذي مرت علينا لا ننصح بالحمل ما بعد ٤١ أسبوعاً.

ماهي الأمور المهمة عند إتخاذ قرار توليد المريضة؟
لابد من تقييم عنق الرحم قبل إعطاء المريضة محرضات المخاض فغالباً مايكون سبب فشل تقدم المخاض وفشل التحريض هو أن عنق الرحم غير ناضج، لذلك من المفضل تقييم عنق الرحم فإذا كان العنق لينا وأماميا وقصيراً ومتسعاً حوالي ٣سم، غالباً ما تتجاوب المريضة للتحريض وتتم الولادة بشكل طبيعي.

أما اذا كان العنق مغلقا وطويلا وخلفيا؛ فإن الاستجابة للتحريض تكون ضعيفة وبالتالي تتحول لولادة قيصرية.

بماذا ننصح المريضة ذات الحمل مابعد الـ٤٠ اسبوعاً؟
ننصحها بمراقبة حركة الجنين يومياً على أن لا تقل عن ١٠ حركات يومياً، وأن تجري تصوير بالأمواج فوق الصوتية ومراقبة كمية السائل الأمنيوسي ومراقبة حجم الجنين ومراقبة درجة نضج المشيمة. فإذا نقصت كمية السائل الأمنيوسي تزداد احتمالية وفاة الجنين وإذا زاد حجم الجنين تزداد نسبة عسرة الولادة ومشاكلها وإذا تكلست المشيمة بشدة نقص مستوى تغذية الجنين.

ماهي الإختلاطات والوارد حدوثها أثناء الولادة في حالة الحمل المديد؟
أثناء الولادة لابد من مراقبة الجنين بشكل جيد بواسطة تخطيط الجنين (CTG) فمن أهم الإختلاطات هو حدوث تألم جنين بسبب نقص الأكسجين الواصل للجنين الأمر الذي يحتاج إجراء عملية قيصرية فورية لإنقاذ الجنين.
– الإختلاط الآخر هو إستنشاق العقي ( البراز ) إذ أن الجنين قد يستنشق العقي الأمر الذي قد يؤدي الى عسرة تنفس ودخوله للعناية المركزة.
– أيضاً من الإختلاطات الواردة هي حدوث عسرة ولادة ورضوض للجنين بسبب زيادة حجم الجنين وحصول عسرة ولادة بالكتفين وقد يترافق هذا مع شلل بالضفيرة العضدية
كما قد يحدث أورام دموية برأس الجنين بسبب عسرة الولادة وزيادة حجم الجنين.

بالنهاية نصيحة للمريضات بشكل عام:
١- أولاً: تأكدي من تاريخ آخر دورة.
٢- ثانياً: احتفظي بصورة مبكرة للجنين حتى لا يتم تشخيص حمل مديد بشكل خاطئ.
٣- ثالثاً: حافظي على وزنك اثناء الحمل بإتباع حمية جيدة حتى لا يزداد وزن الجنين.
٤- رابعاً: احرصي على متابعة حركة الجنين  وراجعي الطبيب مباشرة في حال قلت الحركة عن عشر مرات.

*أخصائية أمراض النساء والولادة بمستشفيات الحمادي بالرياض

قد يعجبك ايضا