كلاب ودجاج ودلافين.. أغرب أسلحة العصر الحديث

نقلا عن العربية

إذا سرحت بخيالك لتتصور ما هي أغرب الأسلحة التي يمكن ابتكارها في عصر التكنولوجيا والذكاء الصناعي، فلربما لن يصل جموح أفكارك لما وصل إليه البعض في هذه الصناعة التي هي بقدر ما تثير الخوف والرعب، فإنها في أحيان أخرى تؤدي إلى حالات ضحك من فرط سخافة أو طرافة الفكرة.

يعرض موقع “LiveScience” عدداً من الأسلحة الأكثر غرابة في العصر الحديث:

الكلب الروبوت

تستخدم الكلاب بشكل روتيني في الحرب والمجالات العسكرية لمهام مثل الكشف عن القنابل والمتفجرات. فقد استلهم الجيش الأميركي من الشخصية الكرتونية الكلب Fido، فكرة إنتاج كلب روبوت. وجرى ادخال “كلب آلي” كبير، تم تصنيعه بواسطة شركة Boston Dynamics، في إختبارات وتجارب للتنقل عبر تضاريس أراضي وعرة، مروراً بتضاريس صخرية حيث تحرك ببطء بينما يحمل أوزان ثقيلة، في أفغانستان.

يبدو الكلب الآلي وكأنه سرب من النحل، ولكن من الملاحظات أنه كبير الحجم ويتحرك ببطء بما يعني أنه لا يصلح في مجالات التخفي أو الوصول بسرعة إلى منطقة ما. ويستطيع الكلب الروبوت حمل عتاد وأسلحة بوزن 45 كغم حتى لا يضطر أفراد القوات العسكرية إلى حمل كل هذه الأغراض.
وفي عام 2015، يبدو أن الجيش الأميركي كان أقل فخراً بهذه الفكرة، حيث أن الكلب الآلي كان كبير الحجم ويحدث ضوضاء من شأنها أن تكشف مواقع تمركز الجنود، وفقاً لما ذكره موقع “Military.com”.

قذيفة الطاقة النبضية

إن قذيفة الطاقة النبضية هي سلاح غير قاتل يخضع لعمليات تطوير بواسطة الجيش الأميركي. يقوم قاذف نبضات الطاقة بإطلاق شعاع ليزر بإتجاه الأفراد المستهدفين بحيث يتم إحداث فجوة صغيرة من إنفجار البلازما في الهواء المحيط بهم. ويتسبب إنفجار البلازما في موجة ضغط تسقط الشخص المستهدف أرضاً، كما تصيبه بإصابة جهازه العصبي بألم مبرح، وفقاً لما ذكره موقع ” Globalsecurity.org “.

الدلافين العسكرية

اهتم الاتحاد السوفييتي بتسخير الحيوانات في الاستخدامات العسكرية. لكن يعد الاستخدام الأكثر غرابة هو تدريب الدولفين للقيام بمهام عسكرية.

ركز المشروع التدريبي، الذي تم تطويره في الستينيات من القرن الماضي، على تدريب الدلافين على كشف والبحث عن الرؤوس الحربية المغمورة في أعماق البحار أو غيرها من المواد المتفجرة، وفقاً لما ذكره موقع “LiveScience”.

ولم يكن جيش الاتحاد السوفيتي هو الوحيد في العالم الذي استخدم الدلافين في التدريب للحرب. أيضاً كان للولايات المتحدة برنامجها الخاص لتدريب الدلافين، على الرغم من أن الثدييات البحرية رائعة وليست مؤهلة لحمل السلاح أو قتل البشر، لأن لديهم صعوبة في التمييز بين العدو والصديق، وفقا لما نشره موقع للبرنامج الأميركي على الإنترنت.

الدجاج سلاح نووي

خلال ذروة الحرب الباردة، صمم البريطانيون سلاحاً نووياً يزن 7 أطنان يسمى Blue Peacock، وهو عبارة عن لغم نووي ضخم كان من المخطط أن يزرع في أراضي ألمانيا ويمكن تفجيره إذا قرر السوفييت القيام بعملية غزو من جهة الشرق.

وصادف المشروع مشكلة البرودة في الأرض خلال فصل الشتاء، مما يجعل من الصعب على جميع المعدات في اللغم أن تعمل. لذلك، كان أحد المقترحات الغريبة (ناهيك عن اقتراح لف المعدات بوسائد من مادة الفيبرغلاس) أن يتم تدفئة أو تسخين اللغم النووي بواسطة الدجاج، الذي يتم وضعه داخل جسم اللغم مع ما يكفي من الغذاء والماء والأكسجين من أجل البقاء لمدة أسبوع.

وكانت الفكرة تدور حول أن الحرارة التي يولدها الدجاج يمكن أن تبقي أجهزة اللغم النووي دافئة بما فيه الكفاية لكي تؤدي وظائفها دون تأثر ببرودة الأرض. وتم بالطبع إلغاء الخطة بسبب خطر احتمال حدوث تداعيات نووية، وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

جنود “ضد القتل”

إن أحد الطرق لتكوين قوة قتالية أكثر فتكاً هي إعداد قوة لا تقهر. وتعمل الوكالة الأميركية لمشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة DARPA منذ فترة طويلة على مشروعات تهدف إلى جعل الجنود “غير قابلين للتعرض للقتل”، أو أكثر قدرة على البقاء على قيد الحياة عند التعرض لاعتداءات، والحفاظ على قدرة على التحمل لفترات طويلة والتغلب على التحديات البيئية بالغة القسوة.

بحث أحد مشروعات DARPA، ويسمى Inner Armor، إمكانية إجراء تعديلات جينية التي تسمح لأنواع أخرى، مثل كلب البحر أو فقمة البحر، بالإبحار لعدة أيام دون توقف، والبقاء على قيد الحياة تحت الماء في ظروف نقص واضح للأكسجين، أو التعافي من الأسلحة المشعة أو الكيميائية دون التعرض للمرض.

ووفقاً لما ذكره موقع DARPA، يهدف المشروع إلى معالجة المسارات العصبية لدى الجنود أو إعطاءهم “فيتامينات” خاصة، يمكن أن تمنحهم حماية ضد مثل هذه الهجمات أو التعرض لظروف مماثلة.

قذائف المدفعية للهلوسة

لا تهدف كل الأسلحة إلى قتل أو إصابة جنود العدو. ففي الخمسينيات من القرن الماضي، أجرت وكالة المخابرات المركزية الأميركية تحقيقاً في إمكانية استخدام المؤثرات العقلية مثل “LSD” في إطار مشروع “MKUltra” الشهير. وكان أحد تلك الأسلحة “غير المؤدية للقتل”، التي طورتها وكالة المخابرات الأميركية، هي قنبلة BZ، وهي قنبلة عنقودية يتم تعبئتها بمادة مثيرة للهلوسة هي hallucinogen 3-quinuclidinyl benzilate.

وذكر أحد المجندين بالجيش الأميركي، الذي تطوع للخضوع لتجارب هذه المادة، أنه مر بتجربة رؤية أحلام غريبة، وكذلك أصيب بحالة شعور بعدم الارتياح يصاحبها وجود صعوبة في التركيز والمعاناة من الصداع في الرأس. ولكن تم إلغاء تلك الخطة في نهاية المطاف لأن تأثير قنبلة BZ على الحالة النفسية لجنود العدو لم يكن موثوقاً، بحسب ما جاء في سياق مقال في الدورية الربع سنوية الصادرة عن برنامج هارفارد ساسكس حول الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والحد من التسلح.

كشاف يدوي ومسدس

وفيما يبدو أن جواسيس كوريا الشمالية قد تأثروا بالخدع والأسلحة الخيالية في أفلام جيمس بوند، حيث تم إلقاء القبض على مجموعة تصفية جسدية محترفين من كوريا الشمالية أثناء محاولة الهرب بعد محاولة اغتيال الناشط بارك سانغ-هاك في كوريا الجنوبية. عثرت وكالة المخابرات الكورية الجنوبية على عدد من الأسلحة الصغيرة، بحوزة المتهمين. وذكرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية أن من المضبوطات كان عدد 2 قلم حبر سام ومصباح يدوي صغير به 3 فتحات صغيرة لإطلاق الرصاص يستخدم كمسدس ويخدع القائمين على التفتيش في مداخل البنايات والمطارات.

بندقة حلقات الدوامة

وما تزال الأسلحة غير المميتة هي الأكثر غرابة وأيضاً الأكثر تحقيقاً للفشل عند الاستخدام العملي. أحد هذه الابتكارات كانت بندقية حلقات الدوامة، وهي بندقية تم تصميمها لتطلق حلقات الطاقة العالية من الهواء، لتطيح بالأفراد المستهدفين أرضاً وفي أحيان أخرى لرشهم بحلقات على شكل كعكة الدونات من مواد كيميائية. تولى الجيش الأميركي تطوير المشروع منذ عام 1998، وتم وقف العمل به نظرا لعدم تحقيق الجدوى المرجوة.

عباءات الإخفاء

في عام 2016، وجهت الولايات المتحدة دعوة إلى المبتكرين والمخترعين والشركات المتخصصة لتقديم مقترحات لإنتاج زي عسكري غير مرئي. ووصفت الدعوة الزي المطلوب بأن يكون على عباءة لا يمكن رؤية مرتديها من جميع الزوايا وفي جميع أنواع التضاريس. ولم يتضح بعد إلى أي مدى وصل هذا المشروع، ولكن فكرة إخفاء جسم ما ليكون غير مرئي في أطوال موجية معينة ليست بالأمر الغريب.

ففي عام 2006، أعلن باحثون علميون أنه من الممكن أن ينحني الضوء حول الأشياء المصنوعة من مواد معينة، تُعرف باسم metamaterials، بما يجعلها بشكل فعال غير مرئية في بعض الأطوال الموجية. وأعلن أحد العلماء في عام 2015، أنه اخترع مادة سيراميك، رقيقة للغاية، وبدرجة تجعلها غير مرئية في العديد من الأطوال الموجية، بحسب صحيفة “Army Times”.

ولا تعد فكرة جعل جسم ما غير مرئيا بشكل فعال جديدة تماماً أو مبتكرة حيث أن طائرات الشبح يتم طلائها بالفعل بطلاء خاص يجعلها غير مرئية تقريباً للرادار وللأشعة تحت الحمراء كما يصعب أن تُرى في طيف الضوء المرئي.

أشعة الألم

وأخيراً وليس بآخر، إنه عندما يتعلق الأمر بالأسلحة، فإن ما لا يقتل يمكن يؤذي بشكل بالغ السوء. يعكف الجيش الأميركي على تطوير سلاح غير قاتل يسمى “نظام الحرمان النشط”، ويعرف أيضا باسم شعاع الألم.

يطلق سلاح شعاع الألم موجات كهرومغناطيسية على الأفراد المستهدفين مما يؤدي إلى تسخين أنسجة جلودهم لإحداث حروق مؤلمة. يهدف السلاح إلى إبقاء الأشخاص المشبوهين بعيداً عن القواعد العسكرية دون الحاجة إلى قتلهم، وفقاً لما نشره موقع “Wired”. ويتم تشغيل وحمل الإصدارات الحالية من سلاح Pain Ray على ظهر مركبات ضخمة، ولكن يأمل خبراء الجيش الأميركي في تطوير السلاح ليصبح أصغر حجما في وقت قريب.

وفي عام 2012، أفادت شبكة “ABC7” التليفزيونية أنه جري اختبار نسخة مماثلة من سلاح شعاع الألم على السجناء في مركز إصلاحية أحداث في لوس أنجلوس، حيث يمكن استخدام Pain Ray كوسيلة لتفريق معارك السجناء أو فض التجمعات الخارجة عن القانون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.