“بأنساك لأني لك ألبس ملبس النسيان”

 

بقلم د . خالد بن محمد السرحان

3 ابريل 2022

الزواج من مقاصد استمرار الحياة الإنسانية وله عدة فوائد ومنافع، كما أن له عدة صور قد يكون من ابشعها زواج المصلحة الذي له عواقب سلبية كثيرة أكثر بكثير مما يتخيل الزوجين فتعامل الزوج أو الزوجة على أنها صفقة يجب أن يكسبها باستغلال الوضع المالي الجيد أو الوضع الاجتماعي أو المكانة المرموقة لتسيير مصالحة الخاصة غالباً ما ينجم عنه كره الحياة وصعوبتها، وكثرة الخلافات الزوجية والمشاكل الأسرية المرهقة والتي تستنزف الرجل والمرأة والأطفال وتجعلهم يعيشون في بيئة غير صحية خاصةً في حال ووجود أبناء ما يجعل مصيرهم عالقاً باستمرار هذه العلاقة الزوجية مما ينجم عنه ضغط نفسي وعاطفي على الرجل والمرأة، وسرعان ما يتوقف قطار الحياة الزوجية سواءً بعد أن يحصل الطرفان على ما يرغبان به أويخططان له أو العكس، وعلى رأي المثل المصري: “يا ماخِذ القِرْد على مالُه، بِرُوح المال، وبظَلّ القِرْد على حالُه”
ويلحظ أن زواج المصلحة أصبح اليوم واقعاً حقيقياً تطبعه المصلحة الشخصية، بدلاً من الحب والقدرة على احتواء كل طرف للطرف الآخر، وغيرها من الأمور الأخرى، التي ظلت منذ زمن بعيد أساس العلاقة الزوجية، فهذا الزواج أصبح ينتشر يوماً بعد الآخر، ويتأسس على تحقيق منفعة شخصية، حيث يستمر ارتباط الشخصين إلى أن تنتهي مصلحتهما حتى ولو بعد سنين، والطريف أن المتورطين في هذا الزواج لقضاء مآربهم يشيرون إلى أن اختيارهم هذا الزواج كان «عقلياً»، وهو ما يجعلنا نتساءل هل الاختيار العقلي هو الاسم الضمني لزواج المصلحة؟
والشيء بالشيء يُذكَرُ فقد تزوج احد الاصدقاء بفتاة من احد الأسر ذات الوضع المالي والاجتماعي الجيد والمكانة المرموقة لتسيير مصالحه الخاصة، وذلك قبل ما يقارب ثلاثين عام، وكان صديقي يتحدث عن مايمتلكه والد الفتاة من عقارات واموال وذهب … الخ، الا أن صديقي بعد مرور هذه الأعوام لم يحصل على شيء مما كان يحلم به من ثراء بسبب تغير وسوء حال اسرة زوجته المادي، وقد قابلت صديقي مؤخراً وسألته عن احلام الثراء ونظر لي بابتسامة صفراء وقال كلمات تعبر عن لسان حاله “بأنساك .. لأني لك ألبس ملبس النسيان
ما أبغاك .. لأني الآن أرفض عيشة الحرمان
ما أبغاك يكفينـي تـعــب ما أبغاك لو إنك ذهـب”
وعلى دروب الخير نلتقي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.